خالد سلمان يكتب: الحوثي وانتهازية الاخوان
على لسان محمد البخيتي عضو مجلسه السياسي وجه الحوثي رسالة إلى الإخوان المسلمين، لتعزيز التلاحم بينهما وتوحيد المواقف وتجميد الصراعات استعدادا للمخاطر القادمة.
الحوثي بات على يقين أن هناك قادم يستهدفه وأنه بحاجة لوحدة بندقية، في مواجهة محطات الحرب القادمة وأكثرها حسماً وقصفاً وإجتثاثاً لسلطة الحوثي.
من دون أدنى شك أن هناك الكثير من التخادم وتنسيق المواقف، وهناك أيضاً حوارات معلنة وأخرى خلف جدار من السرية بينهما، ومع ذلك فإن رسالة البخيتي تعبر عن رغبة في مزيد من التقارب، وشراء ما تبقى من بنادق داخلية، تحت حجة أن اليمن المختزل بجماعته، مستهدف ضمن مخطط دولي يبدأ بفلسطين وينتهي بصنعاء.
صحيح أن غضباً شعبياً ساخطاً جراء ما يجري من مذابح في غزة، في حين أن دعوة الحوثي للتقارب لا تتصل بتلك الأحداث الدامية، بل براهن وضعه الآخذ بالانكفاء على نفسه، وجغرافية أنصاره المنكمشة حد تمركزها في معاقله المذهبية التقليدية ومركزها مران.
الإخوان بإنتهازيتهم وقدرتهم الفائقة على قراءة إتجاهات ومسارات الأحداث ،يدركون أن الحوثي قد أستنفذ مبررات وجوده حاكماً إنقلابياً ، وأن قراراً دولياً قد أُتخذ بتصفيته ،وعليه فإن جماعة الإخوان تاريخياً لا تراهن على الجبهة الخاسرة ، بخوض حرب نتائجها محسومة سلفاً.
برجماتية الإخوان وحسابات مصالحهم، لن تقودهم إلى الإنتحار مع الحوثي، وهو في أشد حالاته إضطراباً وضعفاًً أياً كان وحدة الخطاب العاطفي بشأن فلسطين.
الإخوان أمريكيون بريطانيون خليجيون إيرانيون، وأينما تحركت رياح مصالحهم مالوا معها.
في هذه اللحظة الفارقة هل سيذهب الإصلاح في تنسيقاته وتخادمه مع الحوثي، بعيداً حد وحدة الجبهات ومواجهة القرار الإقليمي الدولي بالإطاحة به؟
أعتقد الإخوان لن يفعلوا ذلك، ليس لحسابات وطنية بل لمراكمة المكاسب