حقيقة مليون لغم حوثي عام 2004 م
متى بدأ الحوثي بصناعة الألغام ؟!
في الثمانينات والتسعينات كان لدى الناس في الأرياف مصابيح تعمل بالقاز أو يطلق عليه في بعض الارياف بالصليط.
أربعة أنواع السراج والفانوس والنوارة والإتريك.
الثلاثة الأولى تسكب القاز لتانكيها الأسفل وتقوم مباشرة بإشعال نار بالكبريت على الذبالة التي فوق التانكي مباشرةً فتضيئ.
النوع الرابع تقوم برجزه لتعبئة هواء كالدافور بعد سكب القاز على تانكيه الذي يسع إثنين لتر ثم تشعل النار بالكبريت على ذبالته التي في أعلى فيضيئ ويكون ضوءه قوي ، وكلما ضعف الضوء يتم القيام بعملية الرجز الهواءي لتقويته.
كان يستخدم الناس هذا النوع في الأعياد والمناسبات وإذا جاءهم ضيوف وإذا سمروا في منازلهم يمضغون القات ، وكان في كل منزل بالريف واحد أو إثنين.
بدأ الناس يستغنوا عن النوع الرابع بعد ظهور مثيله تعمل بالغاز لأنها لا تحتاج لرجز تعبئة هواء ، ثم بعد وصول الكهرباء.
بعد الحرب الأولى وفي عام 2004 ، جاء الحوثيون بشائعة مفادها أن تلك المصابيح من النوع الرابع يوجد في بعضها مادة غالية الثمن وعليها علامة تجارية ومن كان لديه مصباح عليه تلك العلامة سيبيعه بمليون ريال.
جاءت سيارات للقرى والبوادي ، وبعض القرى جمعوا كل مصابيحهم لعند مندوب أختاروه عليهم ، كان الناس يذهبون بمصابيحهم لذلك المشتري فيفحصها ويقول هذه ليس فيها العلامة ويشتري المصباح بألف ريال.
الناس كان يبيعون بذلك السعر لأنهم لم يكونوا بحاجة لتلك المصابيح بعد أن كانت مرمية ومهملة في مخازن منازلهم ، وبعد أن وجدوا أن ليس فيها العلامة التي أشيع عنها والتي هي في الأساس أكذوبة هدفها جر الناس لبيع تلك المصابيح بشكل مخادع.
جمع الحوثيون ما يقارب مليون مصباح ثم قاموا بتحويلها إلى ألغام في صعدة.
هذه معلومة أتحدى أحد ان يقوم بإنكارها.
خبراء من إيران جاءوا على شكل موظفين للسفارة الإيرانية بصنعاء ثم خرجوا خفية وظلوا في مران صعدة دون علم الجانب الحكومي الذي لم يقم بعملية تفتيش داخل السفارة الإيرانية بصنعاء للتأكد من تواجد أولئك الموظفين بشكل مستمر ، بالإضافة إلى عناصر حوثية ذهبت لتلقي دورات في إيران على تعلم صناعة الألغام ، هؤلاء من قاموا بتحويل تلك المصابيح إلى الغام بعد أن وفر الحوثي بجانبها بقية المتطلبات من بارود وقطع حديدية وغيرها.
مالياً : مليون مصباح تم شراءها من ألف ريال ، أي بما يعادل مليار ريال.
نفترض أن توفير المتطلبات الأخرى لكل مصباح ليصبح لغماً كلف تسعة الف ريال ، أي ما يعادل تسعة مليار ريال.
عشرة مليار ريال انفقها الحوثي لصناعة مليون لغم يدوي في عام 2004 ، وهذا المبلغ ليس سهلاً في تلك الفترة ، يعتبر كبير وهذا دليل على تلقي الحوثي دعماً كبيراً حينها من الخارج كإيران.
مخابراتياً : المخابرات من أمن سياسي وقومي وغيره ، لم يركزوا على ذلك العمل أثناء القيام بشراء المصابيح وإكتشافه ومنعه وتحذير الناس والقبض على السماسرة الذين أستخدمهم الحوثي لهذه المهمة ، دليل على أن هناك إهمال إن لم يكن هناك تواطؤ ، ولو تم القيام بتحذير الناس فقط لما باعوا مصابيحهم ، لو عرفوا أن وراءها الحوثي ويستخدمها ألغام فلا يمكن أن يقوم أحد ببيع مصباحه لو دفعوا له عشرة مليون كقيمة للمصباح.
تم صناعة هذه الألغام في مران صعدة وتخزينها بالجروف وغيرها ، وعندما أتجه الحوثي في عام 2014 نحو عمران وصنعاء والحديدة وإب والجنوب وبقية المحافظات ، كان لديه مليون لغم كان قد صنعها قبل عشر سنوات ويخطط لإستخدامها وفق مخطط يهدف به لزعزعة الأمن داخلياً وتفجير الوضع من الداخل في اليمن والمملكة الجاره ، إلا أن أحداث 2011 وما بعدها وفرت له الساحة ليتجه نحو طريقة أخرى لتحقيق هدفه ، مع أن إستخدامه لتلك الألغام كان مطابقاً لما يريده في غالبية الجوانب ، إذ أستخدمها لتفجير المنازل والمساجد وزرع العبوات وغيرها ، بل والإغتيالات.
لأن وعاء المصباح يسع لترين من القاز ، عندما حوله الحوثي إلى لغم صناعي يدوي أصبح تأثيره كبير جداً مقارنة بالألغام الصناعية الاخرى المستوردة ، وأستطاع الحوثي ان يفجر عبر عشرة منها منازل كبيرة لن يفعل بها مثل ذلك إلا عشرة صواريخ طيران قيمة كل صاروخ إثنين مليون دولار.
مليون لغم كان قد أعدها الحوثي وهو في مران صعدة قبل ان يسيطر على عمران وصنعاء وينقلب على الدولة ، فما بالك اليوم وقد حصل على مثلها صواريخ من باليستية وغيرها منحته إيران ، يا ترى كم قد أصبح لديه من الألغام حالياً ؟!
وكما هو معروف أن الحوثي أستخدم الالغام بطريقة غير أخلاقية ، وكل ضحاياها من المدنيين والأطفال والنساء ؟!
أليس ما يقوم به الحوثي من جريمة في هذا المجال يفرض تجريم الالغام أثناء الحروب والمعاقبة للحوثي والتوجه نحو إزالتها والقيام بعمليات التفتيش عن تخزينها وتواجدها.
يبذل مشروع سام لإزالة الألغام التابع لمركز الملك سلمان دوراً كبيراً في نزع الالغام الحوثية ، وهو دور يحتاج مساندة دولية بما يقف معه ويقف ضد الحوثي ، دور يفرق بين من ينزع الالغام وبين من يزرعها ، كما هو أيضاً ينتصر للضحايا امام الضمير الإنساني والقانون والأخلاق والمجتمع العالمي.