بحق الشيطان ماذا يريد الحوثي؟
اليمن أكبر من قدرته هضم كل التنوع فيها ، الطائفية تقف على نقيض من مجتمع متعدد الأفكار والجهات والثقافات ،وتنوع اللون السياسي، موزاييك كهذا يصطدم مع فكر السلالة وثقافة الخرافة والادعاء بالتفوق العرقي .
في الجنوب لا حاضنة للحوثي، وفي الشمال أختطف المدن بالإكراه والاختراقات، وسوء تقدير الموقف والاستثمار في الصراعات البينية.
الحوثي يخلط بين الأكاذيب والمناورة من جهة، ومن جهة ثانية حق أي طرف بتحريك كل الأوراق وفق مقتضى الظرف والمصلحة، وبين سلوك جماعة هي أقل من دولة ، حيث تتفق على مشتركات حل ثم تتراجع عنه ، توهم الداخل والخارج بأنها الطرف الآخر للتسوية، ثم تستدير لتلتقط العصي وتضعها في دولاب التوافق.
كجماعة بلا رؤى سياسية، للمرة الثالثة تبدي مواقفاً متصادمة تجاه خارطة الطريق ، الأول الإشتراك في صياغتها منذ البدء ،والقبول ببنودها، ثم رفضها وأخيراً خلال الساعات القليلة الماضية تعلن أن خارطة الطريق خيارها الأخير.
يمكن فهم موقف الساعات الماضية بالتساوق وليس بالتجاوب مع الإتفاق ، في ربط الإدارة الإمريكية توجيه ضربتها العسكرية القاصمة، بموقف الحوثي من خارطة الطريق، إستجابة لضغط سعودي يحاول الخروج السلس من اليمن لحساباته الداخلية، وعدم العودة مجدداً للحرب ، وأن خارطة الحل هي بالنسبة لموقف الحوثي الأخير بالموافقة ، بمثابة حائط صد ووقاية ليس لإلغاء بل لتأجيل التوجه الإمريكي لإزالة الخطر، الذي يمثله تجاه ممرات مائية، تعني جميع دول العالم ، وإرجاء تنفيذ عملية إزاحته من على البحار المفتوحة، وخلق ظروف داخلية سياسية وتسليحية تعزز خصوم الحوثي، وتعيد صياغة موازين قوى جديدة، لا يحتل فيها مركز التأثير في الحرب والسياسة.
ومع ذلك ومن واقع خبرة تسع سنوات حرب وتفاوض، يخفي الحوثي الكثير من الحيل لإفساد أي توافقات، وإبقاء الأبواب مشرعة على الحرب، حيث هي شريان المدد لإبقاء سيطرته على ألأرض، وتأجيل كل الاستحقاقات الحياتية للناس، من موقعه كمغتصب للدولة، وخلق وضع قلِق متحفز تحت عنوان لا صوت يعلو فوق صوت معاركة الداخلية والخارجية، وحتى مع خصومه السياسيين السلميين.
مرة أُخرى ماذا يريد الحوثي من حالة تأرجح موقفه بين قبول ورفض ومن ثم قبول خارطة الطريق؟.
ولأنه مجرد قُفاز فمثل هكذا سؤال يوجه لإيران، حيث طهران هي المنبع، وهي الصوت السياسي المقرر ومطبخ القرار، وسلطة صنعاء مخلب وتراجيع صدى .