تغيرت قواعد الاشتباك.. الحوثي يدخل لعبة قمار خطرة
صحيفة “التايمز” البريطانية نقلاً عن مصادر، تكشف عن الإستعداد لشن عمليات عسكرية، منسقة مع الولايات المتحدة والشركاء الغربيين ضد الحوثي ، في وقت سقط عشرة قتلى حوثيين ، بمروحيات إمريكية ، ومع ذلك لا يهم صانع القرار في مران أو بالأصح في طهران ، فلدى الحوثي المزيد من هؤلاء الذين وجدوا ليموتوا في مغامرات العدم ومن أجل لاشيء سامٍ يستحق التضحية .
وزير البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط ، يحذر بنفاد صبر من إستمرار الحوثي في مهاجمة السفن، وبريطانيا تعلن بأن هذه الأعمال العدائية يجب أن تتوقف.
منذ اليوم الأحد تغيرت قواعد الإشتباك مع الحوثي ، إنتهت المهلة الزمنية ،واصبح الحوثي شأنه شأن بقية الأذرع الأخطبوطية لإيران في العراق وسورية، يجب أن يُضرب ويُقطَّع ، ويدفع ثمن قرارات تتخذها طهران وينفذها وكيل أعمالها في صنعاء ومران.
كل إستهداف سيُقابل برد فعل عنيف، يتخطى التحذير بالنار إلى ضرب النار وإسقاط قتلى حوثيين.
الحوثي يدخل في لعبة مقامرة خطرة، ينسى أنه يستدعي الأساطيل الأجنبية، يدوِّل المياه الإقليمية، وينقل سيادتها من الدول المطلة عليها إلى طور مختلف ، تصبح فيه المضائق والبحار تحت هيمنة إمريكية غربية مباشرة.
لم يعد هناك في الجوار وبين فاعلي التسوية، من يلقي بكثير أمل على إمكانية ترشيد عدوانية الحوثي عبر خارطة التسوية، وبالتالي الجميع بمن فيهم السعودية التي عززت ترسانتها، وأعلنت مناورة عسكرية بإسم سيوف السلام، بات هذا الجميع يستعد للنقلة التالية، التي لا يبدو أن هناك فارق وقت طويل، يحول دون إنتقالها من دفتر الإفتراضات إلى الحقيقة الماثلة ، حقيقة الحرب والخروج من حالة الإسترخاء واللاموقف ، إلى فعل ربما يغير موازين القوى، ويقذف بالحوثي من علياء القوة إلى حضيض ضعف يساعد على التسوية.
بلغة غير مسبوقة من دولة كبريطانيا، التي لا تعلن عن سياستها ، تخطت لندن اليوم هذا التحفظ، وأعلنت أن الحوثي على قائمة الاهداف المستعجلة.
تبقى القضية الأهم هل تستثمر قوى الداخل هذا الارتباك الحوثي ، وتخرج من حالة الدفاع السلبي إلى الهجوم النشط؟
كل شيء في حالة ترقب تحفز انتظار، ويظل الموقف مفتوح على كل الإحتمالات ،بما في ذلك وضع الحديدة وحدود العملية القادمة .