مقالات

جاك الفرج يا حوثي

لا يحتاج الامر للاجتهاد والتحري الحوثيون سعداء بالقصف الأمريكي جدا ويظهر الفرح في تغريداتهم ومنشوراتهم

كان الحوثيون قبل هجمات الجمعة في حرج بالغ حتى قصفتهم امريكا وعلى الجوعى والعرب وشعوب اسيا وافريقيا واحرار اوروبا التضامن معهم الان وقديما قيل شر البلية ما يضحك.

قيادات المليشيات الحوثية تغيرت لهجتهم…. كانوا قبل ال ١٩ من نوفمبر ٢٠٢٣م مخنوقين بلقمة اليمنيين وصيحاتهم بالراتب وضغوط بن سلمان ومسقط والمبعوثين الاممي والامريكي وخارطة الطريق التي تعني بداية وخطوة اولى للخلاص من قطاع الطرق واللصوص والقتلة وذوبانهم في مجتمع مسالم.

واخيرا جاءت الفرصة وتحت شعار نصرة غزه وحصار العدو الاسرائيلي وكانت القرصنة البحرية ومصرع الابرياء في البحر مخرجا مؤقتا ومريحا من هتافات وصيحات المطالبين بالرواتب وفتح الطرقات والتخلص من وعود قطعت في جولات المبعوث الاممي من اجل السلام.

السلام مفردة مساوية للموت في نظر الحوثي.. ومن يمكن ان يتخيل ان باستطاعة أحد التعايش مع الحوثي او اقناع لص وقاتل ماجور بالاحتكام لصناديق الانتخابات والاستفتاء والتبادل السلمي للسلطه؟!

من يستطيع حساب عدد اللقاءات الأممية بناطق المليشيا في مسقط وعدد مرات وصول الوفد العماني الى صنعاء ومغادرته خالي الوفاض.

من يستطيع منذ هدنة ابريل عام ٢٠٢٢ حساب عدد اللقاءات التي اجراها المبعوثان الاممي والامريكي مع مجلس القيادة الرئاسي وخروجهم بتصريح متكرر مفاده نحن نشكر قبولكم للسلام وسنذهب لطهران وصنعاء وينتهي الامر.

السلام ليس في صالح العصابة الحوثية لانه يعني انتهاء البلطجة والاتاوات في الحوبان وصنعاء وسقم وعفار وكرش واب والحديدة.

السلام ينزع سلاح اللصوص وسكاكينهم من صدور اليمنيين لذلك كانت الاشارة من إيران والعذر من دماء الابرياء في غزه وخطفت اول سفينة وجهزت اول دفعة من الطائرات الإيرانية المسيرة وجاء الدور على اطلال مزارع الجر في عبس التي اصبحت اخر اكتشاف للأقمار الصناعية يخبئ فيها القرصان صواريخه وطائراته.

معركة جديده لليمنيين اذن ومع السفن التي بعضها تحمل النفط والغذاء للناس الذين يحكمهم الحوثي نفسه والذي اصابه اليأس والاحراج وهو يبحث بشق الانفس طوال شهرين عن رد فعل يزين الموقف ويمنحه البطولة.

من المعيب ان لا يقاتله أحد وان يترك وحده يصارع الامواج ويخطف السفن بعد ان كان يرى نفسه طوال شهرين سفيها يتحاشاه الناس بالصمت ورمي الاحجار واللوم ويبحثون الامر مع عقلائه وولاة امره في طهران.

لم تكن الامور طيبه عندما كان يهاجم السفن بدون ردع امريكي او دولي حتى فجر الجمعة ال١٢ من يناير.

لقد ضربتنا امريكا واوروبا واسرائيل لقد تحققت أجل أمانيهم وأبلغ أحلامهم وأخيرا وجدوا مدخلا لجرجرة بقية الجوعى والمحتاجين والعاطلين من اليمنيين بقوة الحديد والنار والزج بهم الى حشود السبعين وجبهات الحرب لقتال أمريكا وإسرائيل وهي المعارك التي يخوضونها منذ تسع سنوات، وهي الحروب التي لم يسقط ولم يجرح فيها يهودي او نصراني واحد وكل ضحاياها من أبناء اليمن

ليس ذلك وحسب ترى إيران وحليفها ذلك الامر وتلك الضربات مدخلا الى مرحلة قادمة باتجاه مكة والمدينة والتقية الشيعية هي من فرضت اتفاق الصين للتهدئة بين الرياض وطهران ومن فرضت اتفاق اوباما عام ٢٠١٥ ومن فرضت اتفاق السلم والشراكة واتفاق السويد عام ٢٠١٨