ماذا بعد تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؟
الحوثيون جماعة إرهابية عالمية، ولا نقطة آخر السطر، إذا أن التصنيف يفتح على تدابير تالية للقرار، تبدأ من تجفيف مواردهم المالية، وتنتهي بإحداث تغييرات حقيقية في خارطة الصراع.
الحوثيون في التصنيف الأمريكي الجديد، يتخطون الإرهاب المحلي إلى الإرهاب العالمي، ويتجاوز تأثيراتهم الطابع المكاني لليمن ، إلى ضرب أمن واستقرار المنطقة والعالم.
القرار الأمريكي منح الحوثي خط رجعة حتى فبراير موعد تفعيل التصنيف ، كما ترك الباب موارباً بإمكانية إزالتهم من قوائم الإرهاب ،حال توقفت هجماتهم على البحر الأحمر وخليج عدن ، وهو ما ليس وارداً في سلوك حوثي يتسم بالتحفز ،والاستمرار في تهديد مصالح كل دول العالم ، من الدول المشاطئة لهذا الممر كمصر من جهة، وكل دول العالم مجتمعة من جهة ثانية.
الحوثي لم ينتظر طويلاً لبحث تداعيات القرار الأمريكي على وضعه الداخلي ووضع عموم اليمن، بل سارع إلى اعتبار أن قرار واشنطن لا يعنيه، وأنه لن يوقف استهداف السفن التجارية، أو يكف عن إقلاق الأمن الدولي، ما يعني أن هذه الجماعة منفصلة، ومسكونة بوهم القوة وخرافة النُصرة الإلهية، وأن الشعب اليمني ليس في وارد تقييمها لحزمة المخاطر.
لعبت السعودية ودول المنطقة دوراً لتخفيف منطوق القرار الأمريكي، حتى لا يقطع مع جهود التسوية ،ويدفع بالحوثي نحو المزيد من التشدد ، السعودية من واقع حسابات ارتداد التصعيد على وضعها الداخلي، هي من ضغط لإفساح المجال أمام الحوثي لاتخاذ خطوة إلى الوراء، بتضمين قرار الخارجية مسألتين خففتا من حسمية القرار : الأولى المهلة الزمنية لبدء تنفيذه أي السادس عشر من فبراير ، والثانية إمكانية رفع الحوثي من هذا التصنيف ، في حال توقف عن استهداف البحر الأحمر، مسألتان لم يأخذهما الحوثي على قدر من الجدية، وأوصد الباب في وجه الجميع ببيانه الذي أعقب قرار وصمه بالإرهاب العالمي، بالقول لن نتوقف عن استهداف السفن.
شهر كافٍ لترتيب الخطوة التالية والعمل على مسارين متوازيين : تكثيف الهجمات المتعددة الجنسيات ،لإضعاف الحوثي ورفع نسب تدمير جاهزيته العسكرية ، والخط الآخر إعداد القوات اليمنية بشقيها الانتقالي والجيش الحكومي ، لإمساك الأرض وتمشيط المناطق ،والدفع بالحوثي إلى ما وراء مناطق البحار المفتوحة، في حال استمر في تحدي منطوق القرار ومضى في تهديد مصالح العالم.