تحت راية «شرف، تضحية، وفاء» إلتقوا جميعاً تخلوا عن شعاراتهم وخلافاتهم السياسية وأعلامهم الحزبية، وجاؤوا من كل محافظات الجمهورية، حاملين العلم اليمني علماًَ واحداً أوحد،
من مأرب عاصمة الاحرار والجمهوريين والثوار مرورا بالساحل الغربي الى الضالع، وأبين، شبوة ومنهما تنطلق الابطال الى جبالها الجمهورية وصحاريها ورمالها المتشعبة مسرح المواجهات البطولية.
كان هدف الشهداء الشهيد شعلان ورفاقة ومن سار على دربهم سياج الوطن وحماية حصنة الحصين واستعادة مؤسساتة.
أكتب وأبدأ مقالي بتحيه اهل الجنان
السلام عليك يا شعلان ورفاق شعلان ، السلام عليكم أيها الصناديد الشهداء، السلام عليكم يا أصدق الشباب أتقى الاتقياء وأوفى الأوفياء، السلام على أرواحكم الطاهرة المشرئبة نحو المجد، السلام على اجسادكم الطاهرة المزروعة في أرض تحنّت بدمائكم وروت تربتها العطشانة بلون الدم في استعادة الحرية ،والجمهورية..
هانحن نمر في الذكرى السنوية لاستشهادكم ،نتصفح صوركم وبطولاتكم وتضحياتكم الجميع يكتب والكل يتحدث عن تاريخكم العريق الناصع نتصفح انجازاتك ياشعلان وما تركته يعجز اللسان .
مأرب الحزينة بشوراعها وحاراتها وسهولها وجمالها وصحاريها وهضابها علقت صورك وساماً على صدر كل شارع فيها .
عائلتك الثكلى غرست مبادئك شجرة فخار وأودعت طهرك عنفواناً يحكي قصة بطل مغوار ومقدام ويروي للأجيال حكاية نسر عانق السماء وكان جبلا يصد الامواج المتلاطمة في الجبال وأنشد لحن الخلود رددي أيتها الدنيا نشيدي ..
رحلت يا شعلان، ولكنك لم ترحل من قلوب محبيك بل وشحت أعناقنا بقلائد العز والشرف والمجد والتضحية، وأشعت في نفوسنا الراحة والطمأنينة .
صحيح فارقنا جسدك أيها القائد الشهم ولكن صورتك لا زالت في العقول والقلوب وسير في مخيلاتنا ، تنور أذهاننا وتذكرنا كل لحظة أن علينا أن نكمل المشوار لأنك تستحق ان تكافىء لما بذلته من تضحية وحب وفداء أنت وكل رفاقك صحيح ان قلوبنا فاضت كمدا وحزنا عليك .
لكنك فخر الملايين الذين غزوتهم بحبك المشعشع في قلوبهم استشهادك بلسم الجرح وضِمدُها واعتزازنا ببطولتك خفف المصاب، يكفينا.
لست أنا الوحيد من أتحدث عن بطولاتك في مقالي الذي يفي بحقك مهما كتبت وسردت فكيف لنا أن نخط بالحبر كلمات تصف أولئك الذين سطروا أسماءهم في لوح المجد بدم الشهادة وبطولة الفرسان، فكل الكلام قليل، وكل الأوصاف متواضعة حين تطلق على هؤلاء الذين يحملون هم الوطن على أكتافهم، فهذا عهدهم مع الوطن، هم من أقسموا بالله الذي رفع السماء وبسط الأرض بأن يكون لهم مع الشهادة ملاحم تصنع الحياة. ماذا نقول فيك اليوم.
ملايين من هذه الأمة تشيد بك وبصنائعك يقف الوطن اليوم ليؤدي تحية الوفاء إلى شهداء قوات الامن وقائدها شعلان ورفاق دربه ،
ماذا نقول فيك اليوم أيتها الماجدة يا أم الشهيد شعلان يا من ربيت وزرعت مجد الوطن في قلب ولدك الصغير ليكبر ويكبر الحب فيه. فالتحية لك ولميلاد الفجر في العيون المكحلة بلون الدم، والأسماء التي تشرق أبد الدهر, أسماء غابت عنا إلا أن لها الكلام في صمت الأسى تعلنها ملبية كلما أقبل موعد شهيد مقبل غير مدبر سالكا درب التضحية.
في حضرة هذا الدم الطاهر تخجل الأرض ويخجل الحجر، وترتعش سماء الوطن خجلاً وفرحاً كلما صعدت أرواحهم آمنة مطمئنة لتستقبلها مواكب شهداء رفرفت أرواحهم عالياً مستبشرة بما جعل لها من مكانة.
سلامُ عليكم أيها الابطال الصناديد الاتقياء الانقياء.. لو جعلت كلمتي كلها تحية إجلال واحترام لشهداءنا الميامين وللمناضلين الاحرار الذين يقفون الان ويسمعون اصواتنا لما كان ذلك غير جزء يسيرٍ يسير من دَين لهؤلاء في اعناقنا باق ما بقي اليمن، فدمهم سكبوه من دون حساب في عروق الوطن ليبقى الوطن. فلجيشنا الباسل وقوات أمن هذا الوطن ، جنوداً وضباطاً وقيادة، ولأرواح شهدائه، اعتزاز مواطنيهم وعرفانهم بالجميل.
الى هذا الواجب الأساس أضيف، وباختصار، عبرة ودرساً لفتا القاصي والداني في الاختبار المرّ الذي فُرض على جيشنا وقوات الأمن في مثل هذه الأيام العصيبة مع العصابة الدموية التي عاشها جيشنا وعاشها معه الوطن والمحافظة التي تتسع لملايين اليمنيين في حضرة القائد الفذ وجنوده المخلصين عبدالغني شعلان الذي كان جبلا يرتزح عليه السلام والامان والسلم والحرب
من يقلب صفحات التاريخ، ويتتبع سطور الأحداث، يتوقف طويلاً عند المعارك الكبرى التي حدثت على أسوار مارب والتي غيرت مسار وحدث ، وقدمت الدليل القاطع على أن الحرب هي الحدث الأهم الذي كان له أبلغ الأثر في مجرى البشرية، وفي رسم خريطة مستقبلها عبر العصور وسيدونها التاريخ عن قصة البطل شعلان وكل الشهداء الأبرار.
وفي هذه المعارك الكبرى التي خاضها اليمنيون والجيش والامن ، ولد أبطال، وسقط أبطال، وأصبح هؤلاء وأولئك في ذاكرة التاريخ، وفي مخيلة الناس في كل زمان ومكان، سواء العامة أو خبراء السياسة والعسكرية والاستراتيجية.
في هذه الأيام وكأننا نعيش،لحظة المعركة الأكبر والأخطر والأشهر في التاريخ، اليمني وقصص أبطالها سواء الذين سطعوا فيها أو الذين سقطوا وكيف اندلعت هذه المعارك، وكيف سارت أحداثها، وكيف انتهت بقادتها، مع الوقوف على أهم نتائجها،
انبرى لها القائد شعلان و لبى النداء فتوشج وشد الوثاق وتقدم الصفوف فكان سيفا مسلطا يضرب الأعداء ويكسر الزحوف ويفرق الصفوف وينهي الألوف ويجندلهم جندلة شامخا يتلقى الضربات رافعا رأسة شامخا قاهر للاعداء اذاقهم سوء العذاب ثم نال الشهادة
كان دفاعك البطولي، الشرس، عن هذا الوطن وطنك، المستباحة مؤسساتة للمخطّطين لهلاكه وتدميره على رؤوس أبنائه كما زعموا مرات ومرات، هذا الوطن المستضعف، الغائب عن كيانه منطق المثل القائل «وبالاتحاد القوة»، فبدفاعك الباسل والراية مرفوعة تجابه الدخان والنار.
لا بد من مراجعة حسابات في مخطط المتآمرين ومرتكبي أبشع الجرائم في حق بلد شعاره الوحيد السلام والحرية والوحدة والجمهورية. نصبت الكمائن وسيجت الدروب للايقاع بالاعداء وحزنت المدينة.
كان، سلاحك إيمانك بالوطن حراً، سيداً، وقسم الشرف الذي سيظل على جبينك محفوراً يذكرك بأن ما من نوم هنيء لك ولجنودك وسيف العدوان مسلط على أرضه. ووقفت ملبياً تقاتل الغربان الواقفة على قمم الجبال، الناعية موت الوطن وزوال إنسانه وهويته.
وقمت بدور مشرف، يعتز به اليمنيون ، وتركت جيشا جرار عظيم لملايين اليمنيين في مأرب فهو يحمي أمنهم ويثبت ولاءهم الوطني، ويصون وحدتهم ويسهم في بناء المواطنة الحق.
في حضرة هذا الدم الطاهر تخجل الارض ويخجل الحجر وترتعش سماء الوطن خجلا وفرحا كلما صعدت ارواحهم امنة مطمئنة لتستقبلها ارواح شهداء رفرفت ارواحهم عاليا مستبشرة بما جعل لها من مكانة.
سلام على الدم الذي اثمر ابطالا كتبت أسماؤهم في دفتر المجد شهداء