مقالات

في الضالع.. ملاحم بطولية تكسر إندفاعات الغزاة

في الضالع توجد هناك حرب حقيقيقة ، وتوجد ملاحم بطولية تكسر إندفاعات الغزاة ، وتصنع نصراً يتلوه نصر ، يسقط الشهداء وتُجترح المعجزات ولا أحد يتكلم.

ليست هنا المعضلة على مافيها من وخز معنوي ، وعدم إقرار بحقيقية أن الحوثي الذي يدعي سوبرمانيته الخارقة، يُهزم ويفر تاركاً خلفه قتلاه عشاءً لعوامل التعرية، المشكلة الحقيقية أن جبهة الضالع تخوض معاركها خارج عملية إسناد من الجبهات الأِخرى ، وخارج محاولة تخفيف الضغط بفتح معركة موازية، مايعصف بفكرة وحدة المعركة ووحدة البندقية ، وكأن هناك من يحاول بالصمت أن يشهد كسر جبهة الضالع ويشل تصديها ،ويعمل بنسق واحد مع الحوثي الأول بكف اليد وتعطيل الإشغال العسكري، وبعثرة قوى الحوثي في أكثر من جبهة على الخارطة وتقتير الدعم لمعارضيه ، والثاني بمحاولة خرق تماسك الضالع وإختراقها عسكرياً كحائط صد وبوابة عبور نحو عدن .

المناطق الجنوبية المحررة وحدها من تتحمل عبء المواجهة، ووحدها من تدفع ثمن البسالة ووحدها من تقاوم ثلاثة: تتار اليمن الحوثيين ، والإرهاب المدعوم من جهات متعددة ، والموقف الرسمي غير الداعم بما فيه عدم تحريك الجبهات ، لجعل الحوثي متفرغاً للضالع كرمزية لبطولة دائمة التجدد.

مازالت ثنائية الإضعاف والتعطيل لوحدة المعركة قائمة لحسابات سياسية ، ومازال إطلاق يد الإرهاب في أوج قوته، وايضاً لأسباب سياسية ، ومازال الخطر بينياً وليس حوثياً ولأسباب سياسية، وكأن المعركة بتراضي كل الأطراف او بعضها، ليست تحرير صنعاء بل إسقاط عدن.

البندقية بحاجة لتصويب وكذا العلاقات السياسية تحت سقف البيت الواحد ، سقف هزيمة الحوثي لا تمكينه بالتلكؤ بفتح الجبهات من مد قبضته نحو المناطق المحررة وإكمال السيطرة.

على الرغم من الضخ المعنوي الذي تحدثه في الجسم المقاوم ، إلا أنه من الخطايا الكبرى إن تظل الضالع وحدها تحارب ، ومن الخطايا أيضاً أن يبقى الحوثي لدى البعض في خانة الخطر المؤجل، فالطوفان حين يأتي يبتلع الجميع ، لا ينتقي ضحاياه أو يبقي على أحدٍ .