تسع سنوات على كسر كبرياء الحوثي في شوارع عدن
فيما كان الحوثي يتحدث بغطرسة المحتل وجيوشه تجتاح المناطق الجنوبية وتتجه إلى عدن ، بأن عربته تسير بأقصى سرعتها لا تمتلك فرامل، ولا كوابح وتبديلات السير إلى الخلف ، وفيما كان إعلام إيران وقادته يتحدثون بذات لغة التعالي، أن عديد العواصم العربية سقطت تحت العلم الإيراني ، كانت عدن وحدها، فقط هذه العدن المسكونة بثقافة النصر المجبولة على المقاومة، تحفر للحوثي قبره وتسطر أول هزيمة لجحافله، تكسر الغطرسة الإيرانية ، وتعلن أن هذه الجماعة المؤسسة على الكراهية العنصرية يمكن أن تُهزم.
تسع سنوات مرت من كسر كبرياء الحوثي في شوارع عدن ، من أبطال المدينة الذين يمتلكون فائق القدرة الإسطورية بالإنتقال من الحالة المدنية، إلى حمل السلاح دفاعاً عن عدن وقت المخاطر والمخاضات العسيرة.
في هذه الإحتفائية تعتز المدينة بنصرها تشعر بالزهو ، في حين تبقى دروس ومعطيات هذه الملحمة حبيسة المناطق المحررة ، لم تُلتقط ولم يبنَ عليها لتغيير قواعد المواجهة، والإنتقال بها من حالة الإنكسار النفسي الميداني إلى النصر الممكن .
ذكرى تحرير عدن التاسعة ، تعيد للوجدان الوطني والذاكرة التحررية أمجاد جيل الإستقلال، وكيف تستطيع الإرادة الوطنية أن تكسر أعتى الإمبراطوريات، ناهيك عن جماعات ظلامية تسعى جر البلاد ثانية إلى الحروب المذهبية، حيث الوطن يُختزل بالسلالة.
ملحمة عدن لم توضع على طاولة البحث والدرس لتعميم نتائجها ومخرجاتها، وإعادة إنتاج ملاحم بطولية مماثلة، في عمق مناطق الحوثي على إمتداد اليمن ، ومع ذلك يمكن القول أن عدن خرجت عن سرب الإحباط العام ، وأعلنت بتضحيات موجعة كلمتها الفاصلة: نعم يمكن للحوثي أن يُهزم ويمكن للعواصم أن تتحرر.