جمهورية إيران الفارسية الصهيونية

في كتابه “صنيعة الإنجليز ”، كشف وزير خارجية بريطانيا الأسبق السير جاك سترو عن العلاقة التاريخية بين إيران واسرائيل، وقال : ” فعلاً.. إنها قصة استثنائية عندما ترى إيران وإسرائيل اليوم في حالة عداء، حيث ان هاجس سياسة الدفاع الاسرائيلي الخارجي تهيمن عليه إيران… والعكس صحيح”.

ومن بين أهم المعلومات التي كشف عنها في كتابه، هي انه وخلال حرب إيران والعراق بين 1980م و1988م كانت إسرائيل هي المورّد والمزوّد الوحيد والموثوق لأسلحة إيران….وحينما كانت ايران تغرق في الفوضى بسبب الثورة… قامت إسرائيل بدعم إيران عسكرياً،.واسرائيل هي من أنقذت إيران من هزيمتها من العراق في الثمانينيات.. واسرائيل وإيران هما من عملا على تدمير قوة العراق الجوية..واسرائيل هي التي زوّدت إيران بالمواقع العسكرية الواجب تدميرها…وإيران هي من زودت إسرائيل بمكان المفاعل النووي العراقي.

ويقول سترو : الناس لا يكادون يصدّقون ذلك. أنا وثّقت كل هذه الأدلة. بالمناسبة الطرفان لم ينفيا هذه المعلومات. كما أنّ خبراء وباحثين في الولايات المتحدة تأكدوا بأنفسهم منها.. هذه حقائق موثقة لدي.. قد يستغربها الكثيرون اليوم… لكنها حقائق عن علاقة تاريخية بين اسرائيل وإيران وتعاون كامل بين إسرائيل وإيران لا يستطيع أحد إنكارها…

هذه الحقائق التي أوردها سترو تؤكد أن ما حدث ليل أمس من هجوم ايراني على اسرائيل مسرحية هزلية مكشوفة تماما..وكل حيثيات الهجوم الإيراني على اسرائيل لم ينطوي الا على الاغبياء فقط ..ففي قوانين الحرب معلوم تماما أن عنصر المفاجأة والمباغته وقوة السلاح المستخدم عناصر أساسية ومهمة في مهاجمة أي طرف على طرف آخر ..لكن هذه العناصر غابت تماما وحل محلها وضوح الرؤية قبل الهجوم وتحقيق الأهداف ..لأن كل شيئ تم بالتشاور والاتفاق والتنسيق، وبموجب هذا تم تحديد الأهداف المطلوب ضربها وكذا توقيت الاطلاق وكذا نوع ماسيتم إطلاقه وعدد ماسيتم إطلاقه وهو ماجعل اسرائيل تبلغ سكان المناطق المستهدفة والمتظاهرون في تل ابيب بمغادرة المكان قبل إطلاق الضربة الإيرانية الاولى بساعتين .. فكانت النتائج اعتراض معظم المسيرات الإيرانية خارج المجال الجوي الاسرائيلي من قبل المقاتلات الأمريكية والبريطانية وإصابة 31 شخص بينهم طفل أثناء تحركهم إلى الملاجئ وليس بفعل الهجوم ومقتل 3 اردنيين ولا أضرار مادية لحقت باسرائيل ..

وهذا هو شاهد من الأتباع في قناة الجزيرة الاسرائيلية الفارسية القطرية فيصل القاسم يقول : ” إسرائيل تضرب إيران دون سابق إنذار، لا بل إنها لا تعلن حتى عن ضرباتها فيما بعد، بينما إيران تخبرنا بموعد انطلاق الطائرات وساعة وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية بالدقائق والثواني. ما شاء الله. لا ندري إذا كانوا قد أرسلوا لإسرائيل أيضاً عدد ونوعية الطائرات ونوع القذائف التي تحملها وأين ستلقيها.”.

وبناءً على ما تقدم هناك ثلاثة اسئلة الإجابة عليها كافية لتأكيد ماحدث بالمسرحبة الهزلية بين اسرائيل وإيران : لماذا أعلنت إيران عن موعد انطلاق الطائرات وساعة وصولها ..؟.. ولماذا استخدمت إيران في هجومها الطيران المسير الذي يحتاج لوصوله إلى اسرائيل بالتنسيق بينهما بعد 9 ساعات ولم تستخدم عنصر المفاجئة بصاروخ باليستي من ايران الى اسرائيل 12 دقيقة أو صاروخ كروز ساعتين فقط من ايران الى اسرائيل .؟.. ولماذا هاجمت إيران اسرائيل كرد على ما تعرضت له سفارتها في سوريا، ولم تهاجم اسرائيل التي قتلت مايزيد على 30 الف فلسطيني في غزة ناهيك عن إعداد الجرحى وعن دمار المنازل وتهجير السكان .. وهي من تتشدق بفلسطين والقضية الفلسطينية.

الإجابة باختصار أن إيران الفارسية هي صهيونية الجوهر ولا يهمها فلسطين ولا شعب فلسطين ولا القضية الفلسطينية ولا الاسلام ولا المسلمين..هذه هي جمهورية إيران الفارسية الصهيونية ..