مقالات

جعجعة الحوثي والعربدة الإسرائيلية

مقتل العميد الحوثي شعبل في العراق بغارة جوية ، في ما تعاود الجماعة هجماتها على السفن المدنية، وهو مربعها الأثير ومنبرها التعبوي، الذي من خلاله تقول لداخلها ،إننا مازلنا أقوياء ولاعبون في قلب المعادلة.

الحقيقة أن ضرب سفن تجارية ليست بالعمل البطولي الخارق ، ولا نقطة قوة تبيِّض سجل الضعف والخواء الحوثي ، حيث يمكن لأي قرصان مسلح أن يصوب على السفن المارة ، ويؤذي خطوط الملاحة المدنية، وهو ما سبق وان فعلته مجاميع القراصنة الجياع الحفاة في الصومال.

إهتزت مصداقية الحوثي بعد أن توعد بالرد على الإسرائيلي، وهو يُخرج ميناء الحديدة عن الخدمة لسنوات طوال ، ولم يفعل الحوثي مايعيد به كرامته المبعثرة ، وأصبح لدى الشارع المدني الرد على كيان الإحتلال هو مقياس الصدق ومؤشر القوة ، ومالم يفعل ذلك سيظل محط تندر وسخرية كما يفعل الناس مع خطابات عبدالملك وناطقه العسكري ، الأول بوصفه ملك السأم والجعجاع ، والثاني الإشارة إليه ببيانوون صادروون، أوصاف تنم عن مغادرة خطاب الحوثي في الوعي العام حالة الخوف، ومساحة القدرة على الفعل وتنفيذ الإستحقاقات التي قطعها على نفسه عقب قصف الحديدة، وإعتباره ليس أكثر من كيس كلام وفقاعة.

قصف سفينة مدنية عابرة أو حتى إسقاط مسيرة ،لايمنحك بطاقة عضوية في نادي الأقوياء المؤثرين ، سيبقى حضورك هامشياً عرضياً ، خارج حتى أولويات المواجهة ، أو مبعث للقلق الإسرائيلي الذي يتحدث عن إحتمالات المواجهة مع إيران وحزب الله ،ويقفز على الحوثي وكأنه خارج دوائر الخطر ، حيث يكفيه ضربة ثانية ليخرس إلى الأبد.

بعد ميناء الحديدة لاشيء يستدعي قصف إسرائيل، لا بنية تحتية ولا منشآت حيوية ، كل مابقي للعربدة الاسرائيلية فعله في اليمن ،هو ملاحقة الطرائد القيادية الحوثية ، ومنحهم تذاكر مرور جماعية نحو جحيم الآخرة.

الحوثي مهما أزبد وأرعد وجعجع ، يبقى نكرة في القاموس الإسرائيلي، وصفر في حسابات المواجهة.