الذكرى الثالثة لمذبحة المليشيات بحق تسعة من أبناء تهامة
تحل علينا يوم الأربعاء الموافق 18 سبتمبر الذكرى الثالثة الحزينة للمجزرة الإرهابية التي ارتكبتها العصابة السلالية والكهنوتية ضد تسعة من أبناء تهامة في محافظة الحديدة.
وجرت هذه المذبحة حينما أُعدم تسعة من أبرز شبان تهامة ومثقفيها، من بينهم طفل، بطريقة مرعبة وإرهابية تمت هذه الجريمة على يد المليشيات الحوثية الإمامية السلالية، التي تمثل توجهاً كهنوتياً مقيتاً وعميلًا لإيران. لقد كان هؤلاء التسعة من أبرياء الشعب اليمني، وقد أُعدموا رمياً بالرصاص أمام عدسات الصحفيين و الإعلاميين بما في ذلك قنوات التضليل الحوثية.
وعلى الرغم من بشاعة هذه الأفعال، لم نسمع أي تنديد أو بيان من الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي يستنكر ما ارتكبه الإرهابيون الحوثيون من انتهاكات مروعة.
في مشهد خيالي يثير الدهشة، يجد أبناء اليمن أنفسهم يتابعون أفلاماً تراجيدية مفعمة بالأساطير، لكنها تعكس واقعاً مؤلماً، مستوحاة من تأليف إيراني وعلى الرغم مما شهدته الأرض من أحداث مأساوية أمام أعين العالم ، يبدو أن التاريخ يعود ليعيد سرد صراعات قديمة تجسد حقد الإمامية على أبناء اليمن وخاصةً أولئك في تهامة هؤلاء الذين لطالما كانوا سبباً في توالي الهزائم على الإمامية السلالية العنصرية والمذهبية عبر العصور.
تجسد هذه الذكرى الأليمة عمق حب أبناء اليمن الأوفياء في مقاومتهم لعناصر القبح والرجعية والتخلف، وما يُعرف بـ “ولاية الفقيه” وغيرها من الأفكار التي يرفضها الشعب اليمني بكافة اتجاهاته وفئاته وأحزابه ، يسجل التاريخ أن التهاميين قد كتبوا أروع صفحات النضال والملاحم التاريخية، حيث لبوا النداء للدفاع عن الأرض والعرض وكل ما يتعلق بالحرية والعدالة والكرامة في مواجهة حكم الإمامة خلال مختلف فتراته.
على الرغم من عمليات النهب المنهجية التي قامت بها هذه العصابة الإرهابية على مر الزمن، لا يزال أبناء تهامة يثبتون عزيمتهم وإصرارهم في السعي نحو الكرامة والتحرر.
رغم النهب المنظم الذي تعرضت له تهامة عبر العصور على يد الإمامة، ونشاط هذه العصابة اليوم في تكرار ممارسات أجدادها الأئمة، وما يعانيه سكان القرى والأراضي في الوقت الحالي، تظل تهامة بما تملكه من تاريخ وإنسانية، مصدراً للمناضلين والأحرار الذين يستجيبون لنداء الدفاع عن اليمن العزيز والكبير.
قامت المليشيات بقتل تسعة أبطال، من بينهم قاصر، في مقدمتهم الشيخ علي بن علي القوزي، لكنها لم تستطع القضاء على شعلة المقاومة التهامية الشجاعة. بل على العكس، عززت هذه الأفعال إرادة المقاومة وزادت من إصرار جميع المقاومين في مختلف أنحاء اليمن على التصدي لهذه الفئة الظالمة. إن التاريخ يعيد نفسه، فالشعب اليمني مستعد للتضحية مجددًا، على نهج أجداده في ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وسبقها ثورة 1948. الجميع ضحى بنفسه من أجل الحفاظ على العزة والكرامة الإنسانية، وشارك الجميع في الثورتين المجيدتين.