إيران وأكاذيب الرد على إسرائيل: مليشيات قرابين لبرنامج نووي مشؤوم
في عالم يتغير بسرعة، تتشابك خيوط اللعبة السياسية والأمنية في الشرق الأوسط بشكل متزايد. على مدار العقود الماضية، قدمت إيران وعودًا متكررة بالرد على ما تزعم أنه “الاعتداءات” الإسرائيلية، واستخدمت هذا السرد لدعم وجودها الإقليمي من خلال إنشاء مليشيات في العديد من الدول العربية. ومع ذلك، يبدو أن هذه الوعود لم تتحقق على أرض الواقع، بل أصبحت المليشيات المدعومة إيرانيًا مجرد أدوات لمشروع أوسع، يتجاوز الأجندة الإقليمية ليصل إلى الطموحات النووية.
المليشيات بين الشعار والواقع
تشكلت هذه المليشيات تحت شعارات المقاومة، لكن واقع الحال يكشف أنها لم تكن سوى بيادق في يد طهران. بدلاً من حماية مصالح شعوبها، استُخدمت هذه القوات كدروع بشرية وكقنوات للترويج للهيمنة الإيرانية في المنطقة. وعلى الرغم من وعود طهران المتكررة بالتصدي لإسرائيل، فإن المواجهات المباشرة نادرة، وما يحدث فعليًا هو تضحية هذه المليشيات بأرواحها لأهداف أكبر، بينما يبقى النظام الإيراني في مأمن بعيدًا عن الصراع الحقيقي.
الأكاذيب المستمرة
لم تعد طهران تخفي طموحاتها النووية، بل تحاول تسويق برنامجها النووي كحق سيادي. ومع ذلك، فإن هذه الطموحات تترافق مع سلسلة من الأكاذيب التي تغذيها بروباغاندا معقدة تستهدف الجماهير المحلية والدولية. إيران تروّج نفسها كمدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لكنها على أرض الواقع تنشر الفوضى والدمار في سوريا، اليمن، لبنان، والعراق، ولا تساهم في تحسين أوضاع الشعوب التي تدّعي دعمها.
برنامج نووي على جثث الأبرياء
إيران تدرك أن قوتها النووية ليست مجرد أداة دفاعية، بل وسيلة لتثبيت سلطتها الإقليمية والدولية. ومع ذلك، تدرك أيضًا أن تطوير هذا البرنامج لا يمكن أن يتم دون تضحية. هنا يأتي دور المليشيات التي استُخدمت كوقود لهذا المشروع. وفي هذا السياق، تُضحّي إيران بعناصرها، وتُبقي نفسها خارج دائرة النار، بينما تتحول الشعارات إلى حجارة تسحق الشعوب التي تتبنى القضية الإيرانية.
العالم في خطر
استمرار إيران في ترويج هذه الأكاذيب واستغلال المليشيات لتحقيق أهدافها النووية يضع العالم أمام خطر كبير. المجتمع الدولي، الذي يراقب بصمت في كثير من الأحيان، لا يدرك أن كل تأخير في التصدي لهذا التهديد يزيد من احتمالية نشوب حرب نووية في منطقة مضطربة أصلاً. إيران تدرك أن موقفها الحرج يتطلب خلق فوضى مستمرة، لتجنب أي تركيز على برنامجها النووي الذي يقترب يومًا بعد يوم من الاكتمال.
النهاية المحتملة
في نهاية المطاف، ستظل إيران تروّج لمواجهة إسرائيل، ولكن الحقيقة هي أنها لن تتصدى بشكل مباشر لهذا التحدي. بدلاً من ذلك، ستواصل التضحية بمليشياتها، وتركع في السر لبناء قدراتها النووية. هذا الواقع المرير يجعل من المنطقة ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية الكبرى، حيث تكون الشعوب هي الضحية الأولى.
إن العالم يحتاج إلى مواجهة هذه الحقائق المرة. إيران لن تُسلّم ببرنامجها النووي بسهولة، ولن تتخلى عن أكاذيبها المتمثلة في الرد على إسرائيل. يجب على المجتمع الدولي أن يتحد لوقف هذه اللعبة القاتلة قبل فوات الأوان.