سلاح بثلاثة حدود
التضاد يكون بالأفعال والتناقض بالأقوال فالناس تتداول المثل أو القول ( سلاح ذو حدين ) بالإشارة إلى شيء ما يتضمن في استعماله أو استخدامه أمرين وهما الشيء وشده مثل ( الخير والشر / والايجاب والسلب / العدل والظلم / الحق والباطل / نقمه ونعمه. الخ ) .. وهذه المتضادات ترتبط بكثير ما يتعلق بالإنسان وتتضمن متضادات حياتية مثل ( العلم والتكنولوجيا والانترنت والهاتف والوقت والذكاء وكذلك العقل واللسان والسمع وغيرها كثيرة جدا )..والتوظيف والاستخدام هو من يحدد الشيء وضده ..وذلك هو السلاح ذو الحدين.. وتلك هي المتضادات منطقيا لأن التضاد يكون في الأفعال ..أما التناقض منطقيا في الأقوال كما سنرى ذلك فيما سنتحدث ..
غير أن هناك سلاح يقال أنه ذو حدين متضادين أيضا وهو في حقيقته وجوهره ليس ذو حدين متضادين بل يتضمن ثلاثة حدود وجميعها متناقضة وهذا السلاح هو الإعلام..
فوسائل الإعلام تنقل الاخبار والاحداث في العالم بشكل يحمل متناقضات في الأقوال واضحة.. فمن وسائل الإعلام ماينقل وينشر بشكل صحيح لمعلومات صحيحة وموثقة ومحايدة وان كان حيادها نسبي. ووسائل أخرى نقيضة لها تنقل وتنشر معلومات مغايرة ومختلقة وغير موثقة ومنحازة لطرف أو لجهة…. وهنا يظهر الإعلام بأنه ذو حدين متناقضين في الأقوال وليسوا متضادين.
غير أن الإعلام كسلاح لا يقف عند هذين الحدين كما يعتقد الكثير وانما هناك حد ثالث (سلاح ثالث ) يعبر عن التناقض كقول إلى تضاد ثالث وسلاح ثالث في إطار المنظومة الاعلامية .. وهذا السلاح الثالث الواقع بين هذين المتناقضين هو المالك أو المسؤول عن هذه الوسيلة أو تلك..
بمعنى أدق السلاح الثالث هي الجهة التي تعد وتجهز السياسات الإعلامية للأعلام وتوجه بتنفيذ هذه السياسات حرفيا ..في حين أنها عمليا وعلى الواقع لا تنفذ ما وجهت به أعلامها.. سواء كان حيادا أو انحيازا ..وسواء كان إعلاما رسميا أو خاصا ..
فمثلا قد تسمع من بعض القنوات اخبارا تهاجم العدوان الاسرائيلي وتعبر عن انتصارها للقضية الفلسطينية بينما تجد معدي سياسات هذه القنوات لا يعبرون عن ما تنشره قنواتهم بل يتضادون عمليا مع ما تنقله قواتهم فتجدهم يقدمون الدعم والمساعدة لخصوم وأعداء فلسطين والقضية الفلسطينية.. وفي المقابل هناك قنوات تلعن امريكا والغرب وتصفهم با قبح الاوصاف كالسرطان والشيطان الأكبر والامبريالية بينما تجد من يعد سياسات هذه القنوات يصلي ويسجد وبركع لها بل ويعيشون على أراضيهم بل ويتخادمون معهم على حساب شعوبهم واوطانهم ..
ولأن الإعلام ليس مجرد نشر ونقل أخبار وتقارير وحوارات وليست سلاح ذو حدين مع وضد بل أيضا سياسات حقيرة تعد له ماتريد وتعبر عن السلاح الثالث وهو الحد الثالث أشخاص وحكام وقادة يتضادون ويتناقضون أي السلاح الثالث هو الجهة التي تجمع بين التضاد والتناقض وهم من يعبرون عن الضرر الجمعي أو النفع الجمعي ..