الفتوى في خدمة العمامة
في سنوات التحالف بين النظام السوري وإيران، وعندما كنا نذكر بفتوى الخميني حول “تكفير حزب البعث”، كانت أدوات طهران تقول إن الفتوى تخص “بعث العراق أو بعث الدكتاتور صدام”، على أساس أن البعث السوري “رأس مدرسة أهل البيت”!
اليوم، وبعد هزيمة المشروع الإيراني في سوريا، والذي استثمرت فيه طهران لعقود طويلة، بدأت أدوات النظام في طهران تتحدث عن “البعث الكافر أو بعث الديكتاتور بشار”!
طبعاً، البعض لا يعرف أن أول من استخدم نعت “رافضي”. ضد الشيعة الإمامية هو الإمام زيد، إمام الشيعة الزيدية، لأنهم رفضوا مبايعته إماماً، وأن هؤلاء كفّروا زيداً، لأنه “ادعى الإمامة، وهو ليس بالإمام المعصوم”، في مذهبهم!
واليوم تحاول طهران جمع كل هؤلاء الذين يكفر بعضهم بعضاً، دينياً، تحاول جمعهم لتقاتل بهم لأجل مشروعها السياسي الذي لا علاقة له لا بالدين ولا بالتشيع، محاولةً التغاضي عن فتاوى “التكفير والرفض” الصادرة عن أئمة، في حق أئمة آخرين. لعبٌ بالدين، وتوظيف للفتوى لخدمة أغراض سياسية ومشاريع تدمير لا علاقة لها بالدين في شيء.