اليمن

سام والأورومتوسطي يكشفان فظائع تجنيد الحوثي لأطفال اليمن

كشفت منظمتا “سام ” و”الأورومتوسطي فظاعة جرائم التجنيد الحوثي لأطفال اليمن.

وذكر تقرير للمنظمتين، أن جماعة الحوثي الإرهابية تعمدت إخضاع الأطفال للتلقين العقائدي، وسيطرتها على المؤسسات التعليمية والدينية. كما تُظهر التقارير أن هذه الجماعة استخدمت المراكز الصيفية لتجنيد الأطفال، بالإضافة إلى استخدام الاختطاف والضغط على زعماء القبائل لتسليم أطفال مناطقهم للتجنيد.

وأكد التقرير أن جماعة تنظيم الحوثي الإرهابية جندت أكثر من 10 آلاف طفل على نحو إجباري في مناطق سيطرتها مستغلة ظروف أسرهم المعيشية منذ زجت بهم في جبهات القتال, وقتل منهم العشرات.

وذكرت في تقرير مشترك في اليوم الدولي لمناهضة تجنيد الأطفال، والذي يوافق 12 فبراير من كل عام-: إن جماعة تنظيم الحوثي الإرهابية جندت نحو 10300 طفل، على نحو إجباري في اليمن منذ عام 2014م، حيث بينت الإحصاءات التـي جمعهـا فريق التقريـر بعـد مسـح 19محافظـة يمنيـة تجنيـد (248) طفلا مـن سـن (8-11) عاما، و(3838) طفلا مـن سـن (12-14) عاما، و(6247) طفلا مـن سـن (15-17) عاما. وقد احتلت محافظة عمران الترتيب الاول في عدد الاطفال المجندين فيها تليها محافظة صنعاء ثم ذمار وتعز والأمانة وصعدة وحجة والحديدة واب والبيضاء والمحويت، فيما تحتل محافظة ريمة الترتيب الاخير.

وأكد التقرير الذي حمل عنوان “عسكرة الطفولة” أن جماعة الحوثي تستخدم أنماطًا معقّدة لتجنيد الأطفال قسريًا والزجّ بهم في الأعمال الحربية في مختلف المناطق التي تسيطر عليها في اليمن.

وأسفرت عمليات التجنيد- وفقا للتقرير- عن مقتل وإصابة المئات من الأطفال المجندين، إذ وثّق التقرير أسماء 111 طفلًا قُتلوا أثناء المعارك بين شهري يوليو وأغسطس 2020 فقط.

تجنيد الفتيات

وألمح إلى أن عمليات التجنيد لم تتوقف “عند الأطفال الذكور، إذ جنّدت جماعة الحوثي 34 فتاة تتراوح أعمارهن بيــن 13 و17 عامًــا، فــي الفتــرة مــن يونيو 2015 إلــى يونيو 2020، لاســتخدامهن كمخبرات، ومجنِّدات، وحارسات، ومسعفات، وأعضاء فيما يعرف بـ”الزينبيات”، واللاتي تُوكل لهنّ مهام تفتيش النساء والمنازل، وتلقين النساء أفكار الجماعة.

التحريض على الكراهية والعنف وتخريب التعليم

ووثق أن جماعة تنظيم الحوثي الارهابية المدعومة ايرانيا استخدمت المدارس والمرافق التعليمية لاستقطاب الأطفال إلى التجنيد الإجباري، من خلال نظام تعليم يحرّض على العنف، بالإضافة إلى تلقين الطلاب العقيدة الأيديولوجية الخاصة بالجماعة من خلال محاضرات خاصة داخل المرافق التعليمية لتعبئتهم بالأفكار المتطرفة، وترغيبهم بالانضمام إلى القتال لدعم الأعمال العسكرية للجماعة.

وقال: إنها “ألحقــت ضـررًا بالغًــا بالمســيرة التعليميــة للأطفــال، وحرمـت عــددًا كبيــرًا منهــم مــن حقهــم فــي التعليــم مــن خــلال تجنيدهــم، إذ وثّقــت تقاريــر محليــة نشــاطات لجماعــة الحوثــي أفضـت إلــى تجنيــد الأطفــال فــي 150 مدرســة تتــوزع علــى العديــد مــن المحافظــات اليمنيـة، كمـا عمـدت إلـى اسـتخدام المـدارس والمرافـق التعليميـة لأغـراض عسـكرية، واسـتخدمت ايضا نظام التعليـم للتحريـض علـى العنـف وتلقيـن الطـلاب العقيـدة الايديولوجية الخاصـة بفكر الجماعة الطائفي، وذلك من خـلال إلقـاء محاضـرات ذات مضاميـن دعائيـة طائفيـة. وفي بعض الحالات، أقدمت هذه الجماعة الإرهابية على جرّ الأطفال إلى العمليات العسكرية دون علم عائلاتهم، وفي حالاتٍ أخرى، تم تجنيدهم من عائلات فقيرة قبلت بالمقابل- مكافأة مالية- من أجل البقاء على قيد الحياة”.

تجنيد أطفال موالين لاستمالة آخرين

وقال التقرير: “الأخطــر مــن ذلــك تجنيــد أطفــال مواليــن لهذه الجماعة الإرهابية للقيــام بأنشـطة داخــل المـدارس فـي المناطـق الخاضعـة لسـيطرتها، بهـدف التأثيـر علـى زملائهم، مـن خلال ترغيبهـم بأفكارهـا المتطرفـة، أو الالتحاق بجبهــات القتــال، فمــن خــلال البحـث والتقصـي وجـد الأورومتوسطي ومنظمــة ســام مــن الطــلاب الذيــن التحقــوا بالمراكــز الصيفيــة أو بجبهــات القتــال الحوثيــة، أن عــددا كبيــرا وقعــوا ضحيـة لزملائهـم الذيـن تلقـوا دورات خاصة حـول طـرق ووسائل الاستقطاب، وتـم تزويدهـم بمـواد سـمعية وبصرية مناسبة لأعمار المستهدفين.

وأشار التقرير الى العقوبات التي يتعرض لها الأطفال في حال عدم تنفيذ الأوامر وتتمثل في العقاب بالسجن، والحرمان من الأكل، الاعتداء الجنسي والاعتداء الجسدي والتهديد بالسلاح المهام الموكلة للأطفال المجندين الانخراط المباشر في القتال، وحراسة نقاط التفتيش، جمع المعلومات، قيادة السيارات وتولي نقاط الإمدادات ومرافقين لمشرفي قيادات الجماعة الحوثية الإرهابية.

جرائم حرب

وفي ختام التقرير طالب المرصـد الأورومتوســطي لحقوق الانسان ومنظمة “ســام” جماعـة تنظيم الحوثـي التوقـف الفـوري عـن تجنيـد الأطفـال واسـتغلالهم، لمـا فـي ذلـك مـن خطـر كبيـر علـى حياتهـم ومسـتقبلهم، وانتهـاك جسـيم لحقوقهـم المكفولـة فـي المواثيـق والأعـراف المحليـة والدوليـة ذات العلاقـة، كما طالب مجلــس الأمــن إحالــة قضيــة تجنيــد جماعة تنظيم الحوثي للأطفــال إلــى المحكمــة الجنائيــة الدوليــة، باعتبارهــا جريمــة حــرب بموجــب ميثــاق رومــا الأساســي الناظــم للمحكمــة، داعيا الممثـل الخـاص للأميـن العـام المعنـي بالأطفـال والنـزاع المسـلح زيـارة اليمـن فـي أقـرب وقـت ممكـن لأجـراء تقييـم مباشـر لتجنيـد الاطفـال فـي المناطـق التـي تسـيطر عليهـا جماعـة تنظيم الحوثـي.

مقالات ذات صلة