صور أقمار صناعية تكشف عن منشآت عسكرية حديثة للحوثيين على حدود السعودية
كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن إنشاء مليشيا الحوثي قواعد عسكرية جديدة في محافظة صعدة شمال اليمن، بالقرب من الحدود مع السعودية.
وشهدت هذه المنطقة، التي تعد معقلاً تاريخياً للمليشيات المدعومة من إيران، تطورات ملحوظة في البنية العسكرية منذ إعلان هدنة الأمم المتحدة في أبريل 2022، التي استغلها الحوثيون لتعزيز قدراتهم العسكرية وإنشاء بنى تحتية دفاعية.
وتشير التحليلات المستندة إلى صور الأقمار الصناعية وصور جوجل، التي قام فريق “ديفانس لاين” بمراجعتها، إلى وجود منشآت عسكرية حديثة في منطقة بني حذيفة بمديرية مجز.
وتتكون هذه المنشآت من قاعدة رئيسية وأخرى فرعية، تتصلان بشبكة طرق شُقت حديثاً، كما تتضمن المنطقة مخابئ وكهوف تم استغلالها لتوفير ملاذات آمنة ومنصات إطلاق للصواريخ والطائرات المسيرة.
وتعد المنطقة ذات طبيعة جبلية وعرة، مما يجعلها مثالية للاستخدام العسكري، حيث تتيح إنشاء مرافق محصنة تحت الأرض وأماكن تخزين للأسلحة والمعدات.
إضافة إلى ذلك توفر هذه التضاريس عوائق طبيعية تجعلها بعيدة عن أنظار السكان وصعبة الاستهداف، كما تمنح الحوثيين نقطة استراتيجية قريبة من الحدود السعودية.
ويظهر تحليل الصور أن القاعدة الرئيسية في بني حذيفة بدأت أعمال إنشائها عام 2022، تزامناً مع الهدنة حيث تشمل هذه المنشأة ثلاثة أنفاق رئيسية كبيرة، يتميز تصميمها بإمكانية دخول ناقلات شحن ضخمة.
ويوحي حجم التراب الناتج عن الحفر بمدى اتساع هذه الأنفاق التي من الواضح أنها أعدت لتخزين كميات كبيرة من المعدات الاستراتيجية، فضلاً عن وجود مراكز قيادة وإدارة عمليات.
وبالقرب من المنشأة الرئيسية، تم تحديد مواقع لمخابئ وأنفاق أخرى، بعضها تحت الإنشاء، وتشير الصور إلى أن العمل في هذه المواقع بدأ في عام 2023، حيث كانت المنطقة خالية تماماً في نهاية 2022.
إضافة إلى ذلك، تم شق شبكة طرق جديدة في المنطقة لتسهيل الربط بين المنشآت المختلفة، ما يعزز من قدرة المليشيات الإرهابية على إدارة عملياتها العسكرية في هذه المنطقة.
تحقيقات سابقة لفريق “ديفانس لاين” كشفت عن وجود منشآت مماثلة في مناطق أخرى من صعدة، ما يشير إلى استراتيجية متكاملة للمليشيات في تعزيز بنيتها التحتية العسكرية مستغلة الهدنات والتوقف المؤقت للعمليات العسكرية.