اليمن

أدوية مشبوهة وفوضى صحية.. مخطط إيراني جديد في اليمن

في ظل استمرار الدعم الإيراني لمليشيات الحوثي الإرهابية برزت الأدوية الإيرانية كعنصر جديد ضمن هذا الدعم، حيث غزت الأسواق اليمنية لتحل محل الأدوية المحلية والمستوردة.

جاء ذلك بعد أن سيطرت المليشيات الحوثية على سوق الأدوية شمال اليمن، والذي يقدر حجم استيراده السنوي بحوالي 88 مليار ريال يمني، ما يعادل نحو 4 ملايين دولار.

ووفقاً لتقارير يمنية حديثة، تم توجيه السوق نحو الاعتماد بشكل رئيسي على المنتجات الإيرانية، خاصة في ظل انهيار القطاع الصحي في البلاد، حيث يعمل فقط نصف المستشفيات بشكل جزئي أو كامل، وقد تم هذا التحول عبر شركات أسستها المليشيات في العقد الأخير بهدف تعزيز نفوذها في القطاع الصحي.

وكشف التقرير الصادر عن مركز (P.T.O.C) تورط شركات حوثية وإيرانية في استبدال الأدوية الموثوقة بأخرى إيرانية مشبوهة، وتشمل هذه الشركات “النجم الأخضر لتجارة الأدوية”، التي تدار من قبل قياديين حوثيين متورطين في تهريب الأموال والنفط، و”شركة روناك الإيرانية” التي تعمل كواجهة لنشاطات الحرس الثوري الإيراني داخل اليمن.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد شركات مثل “تراضي للتجارة”، “ماجنيكو للتجارة”، و”مؤسسة الفارس للأدوية” أدوات أساسية لتعزيز هذا التوجه.

ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه الأنشطة في توفير مصدر دخل مستقر وسري للمليشيات، ما يعزز قدرتها على تمويل الأنشطة العسكرية، إلى جانب ذلك، تسعى إيران إلى احتكار سوق الأدوية اليمني، وترسيخ اعتماد النظام الصحي على منتجاتها، ما يؤدي إلى القضاء على المنافسة واستمرار الفوضى.

أما الآثار، فتشمل تدهور الرعاية الصحية، حيث أدى انتشار الأدوية الإيرانية ذات الجودة المنخفضة إلى تفاقم الأزمات الصحية وحرمان السكان من العلاجات الفعالة، كما ساهمت هذه الممارسات في تأجيج الحرب وتعميق الأزمة الإنسانية في البلاد.

وعلى المستوى الدولي، تشكل تجارة الأدوية الإيرانية في اليمن تهديداً أمنياً إقليمياً ودولياً، حيث يتم استغلال السلع الأساسية لزعزعة استقرار المنطقة وتهديد التجارة العالمية، مما يقوض سيادة اليمن واستقلاله الاقتصادي.

ولمواجهة هذا التحدي، أوصى التقرير باتخاذ خطوات حاسمة، من بينها تعزيز الرقابة الدولية على تجارة الأدوية، ودعم شبكات توريد بديلة تتجاوز سيطرة الحوثيين، وفرض عقوبات على الكيانات المتورطة.

كما دعا إلى رفع مستوى الوعي داخل اليمن، وزيادة المساعدات الدولية لتأمين أدوية ذات جودة عالية عبر قنوات محايدة، مما يسهم في تعزيز السلام واستعادة الأمل للشعب اليمني.

مقالات ذات صلة