الرئيس العليمي: دعم الشرعية هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في اليمن
أكد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن دعم المجتمع الدولي للحكومة الشرعية هو الخيار الأفضل لتحقيق السلام في اليمن، عبر تمكينها من بسط نفوذها على كامل أراضيها.
وشدد على أن تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية يعد أداة ضرورية لردع ممارساتها، بعد رفضها جميع الجهود السلمية لإنهاء معاناة الشعب اليمني.
وفي حديثه لصحيفة “عكاظ” السعودية، أشاد الرئيس العليمي بقرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل رسالة واضحة للمليشيات بضرورة تغيير نهجها.
وأوضح أن هذا القرار يتماشى مع إجراءات الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية، الذين اتخذوا قرار التصنيف منذ وقت مبكر، مشيرًا إلى ضرورة التعامل بحذر مع تداعياته الإنسانية، بما في ذلك التدخلات الإغاثية والتجارة الخارجية وتحويلات المغتربين اليمنيين.
وأشار الرئيس إلى أن إلغاء التصنيف الإرهابي من قبل الإدارة الأمريكية السابقة فُهم بشكل خاطئ من قبل الحوثيين، حيث اعتبروه مؤشرًا على الضعف، مما دفعهم إلى تصعيد هجماتهم الإرهابية على المنشآت النفطية، والأعيان المدنية، وتهديد الملاحة الدولية، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن والمنطقة.
ورغم ذلك، أكد أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة رحبا بجميع المبادرات السلمية، بما في ذلك الهدنة التي بدأت في أبريل 2022، رغم استمرار الحوثيين في ارتكاب الانتهاكات العسكرية والإنسانية.
وبيّن الرئيس العليمي أن الحكومة اتخذت إجراءات عديدة للحفاظ على الاستقرار، من بينها تجميد قرارات نقل مقرات البنوك من صنعاء إلى عدن، استجابةً لطلب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بهدف تخفيف التصعيد.
ومع ذلك، واصلت المليشيات تصعيدها عبر استهداف البنية التحتية الاقتصادية، واختطاف موظفي الإغاثة، وفرض قوانين عنصرية تهدف إلى تكريس سلطتها.
وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن تعنت الحوثيين خلال العقود الماضية يفرض على المجتمع الدولي اتخاذ موقف أكثر صرامة، لضمان التزام هذه الجماعة بخيارات السلام. وأوضح أن الحرب التي أشعلتها المليشيات أودت بحياة مئات الآلاف من اليمنيين، ودمرت سبل العيش الكريم، متسببًة في موجات نزوح واسعة داخل وخارج البلاد.
كما أشار إلى أن السلام لن يتحقق إلا بضغط دولي يقطع مصادر تمويل وتسليح الحوثيين، لأن هذه المليشيات لا تفهم سوى لغة القوة، وتستخدم سياسة الابتزاز ضد المجتمع الدولي…مشددا على ضرورة إيجاد بدائل حاسمة تعادل في تأثيرها العقوبات الدولية المفروضة على الجماعة.
وفيما يتعلق بموقف مجلس القيادة الرئاسي من عملية السلام، أكد العليمي أن السلام كان وسيظل خيارًا استراتيجيًا للحكومة، لكنه لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود شريك مسؤول يلتزم بالقوانين الوطنية والدولية، وليس مليشيات مسلحة تسعى لفرض نفسها فوق الدولة.
وأوضح أن المشكلة الحقيقية تكمن في الأيديولوجيا الحوثية التي ترى نفسها وصية على الحكم، وهو ما يرفضه اليمنيون رفضًا قاطعًا.
وشدد الرئيس العليمي على أن دعم الحكومة الشرعية وتعزيز قدراتها الأمنية والاقتصادية هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في اليمن، لافتًا إلى أن استقرار اليمن يمثل ضرورة إقليمية ودولية للحفاظ على أمن المنطقة والممرات المائية الاستراتيجية.
وتطرق إلى الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها مليشيات الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك حملات الاختطاف التي طالت موظفي الإغاثة والناشطين، معتبرًا أن تهاون المجتمع الدولي في نقل مقرات المنظمات إلى عدن منح الحوثيين فرصة لابتزاز العالم عبر استخدام المختطفين كرهائن.
وفيما يخص إنجازات مجلس القيادة الرئاسي والقوى الوطنية المناهضة للحوثيين، أشار العليمي إلى أن التحالف الوطني أصبح أكثر قدرة على الردع وأعلى صوتًا في المحافل الدولية، مؤكدًا أن تشكيل المجلس في أبريل 2022 جاء بهدف توحيد المكونات الوطنية لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية.
وأوضح أن المجلس اعتمد استراتيجية جديدة تشمل مسارات سياسية، واقتصادية، وعسكرية، انعكست في تكامل الجهود الأمنية، ودمج الأجهزة الاستخباراتية، وإنشاء جهاز لمكافحة الإرهاب، إلى جانب تحسين كفاءة المؤسسات الحكومية.
ولفت إلى أن مجلس القيادة لعب دورًا فاعلًا في تقليل التصعيد العسكري، واحتواء المخططات الحوثية الرامية لإشعال حرب شاملة، رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة التي فرضها استهداف المليشيات للمنشآت النفطية، ما أثر بشكل مباشر على قدرة الحكومة في توفير الخدمات ودفع الرواتب.
وحول الأوضاع في حضرموت، أكد العليمي أن مجلس القيادة وضع خطة لمعالجة مطالب أبناء المحافظة، بما يضمن تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية، مشيدًا بدور أبناء حضرموت في الحفاظ على قيم الدولة وسيادة القانون.
كما ثمّن الرئيس العليمي الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لليمن، مشيرًا إلى أن المساعدات السعودية كانت حاسمة في تمكين الحكومة من الوفاء بالتزاماتها.
وأشاد بالمشاريع التنموية والإنسانية التي تنفذها المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بالإضافة إلى الدور المحوري لمشروع “مسام” في تطهير اليمن من الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية.
وفي ختام حديثه، شدد العليمي على أن العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز الأبعاد السياسية والأمنية، لتشمل شراكة تنموية طويلة الأمد، انعكست في آلاف المشاريع التي يجري تنفيذها في مختلف المحافظات المحررة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات تمثل نموذجًا فريدًا في التعاون بين الدول.