خلال ترأسها اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية.. اليمن تؤكد ان إسرائيل طرف غير موثوق به

أكدت الجمهورية اليمنية أن الاحتلال الإسرائيلي يوجه رسالة واضحة للعالم مفادها أنه طرف غير جدير بالثقة ولا يلتزم بقواعد القانون الدولي.
جاء ذلك خلال ترأسها اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الذي عُقد بشكل طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة السبل الممكنة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، والانتهاكات المستمرة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وسط ظروف إنسانية متدهورة تفاقمت جراء الحصار والقصف العنيف.
وخلال الاجتماع، الذي جاء استجابةً لطلب دولة فلسطين، تناولت الوفود العربية خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة واستهدافه المباشر للمناطق السكنية المكتظة بالمدنيين، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا.
وأشارت المناقشات إلى الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها سكان القطاع، نتيجة الدمار واسع النطاق الذي ألحقته العمليات العسكرية بالبنية التحتية، والنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية كالغذاء والدواء والمياه، في ظل غياب تحرك دولي فاعل.
وفي كلمتها أمام الاجتماع، أكدت السفيرة نجوى السري، نائبة القائم بأعمال مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية، أن الاحتلال الإسرائيلي ضرب بعرض الحائط كافة القوانين الدولية والإنسانية، مستغلاً انشغال العالم بالمفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار ليعود مجدداً إلى ممارسة سياساته العدوانية.
وأشارت إلى أن هذه الجرائم المستمرة تشكل دليلاً إضافياً على أن إسرائيل ليست طرفاً يمكن الوثوق به لتحقيق السلام في المنطقة.
وأضافت أن المجتمع الدولي شهد على مدى خمسة عشر شهراً جرائم موثقة ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين العزل، في تحدٍ صارخ للضمير الإنساني والقانون الدولي.
وأكدت أن تجدد العدوان الإسرائيلي بعد أقل من شهرين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار يكشف عن نواياها المسبقة واستراتيجيتها المستمرة لتكريس الاحتلال وتوسيع رقعة العنف في المنطقة.
كما لفتت إلى أن الممارسات الإسرائيلية القائمة على التهجير القسري والتجويع والتدمير الممنهج للبنية التحتية، ليست إلا رداً عملياً على الجهود العربية والدولية لإعادة إعمار غزة، كما تعكس رفض الاحتلال الواضح لمبادرة السلام العربية التي طرحتها الدول العربية منذ قمة بيروت 2002.
وأكدت أن تصعيد الهجمات الإسرائيلية على كل من لبنان وسوريا يشير بوضوح إلى استمرار النهج التوسعي الإسرائيلي وإصراره على تقويض أي فرصة لتحقيق السلام.
وأعادت الجمهورية اليمنية التأكيد على دعمها الثابت للشعب الفلسطيني، ووقوفها إلى جانب حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه المحتلة منذ 5 يونيو 1967.
كما ثمنت المواقف العربية الداعمة لفلسطين، والتي تجسدت في قرارات القمم العربية الطارئة، بما فيها قمة فلسطين في القاهرة، مؤكدة أن وحدة الموقف العربي تمثل ركيزة أساسية لمواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية.
ودعت اليمن إلى ضرورة تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية على المستوى العربي والدولي لوقف العدوان على غزة فوراً، وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، وتنفيذ قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة، بما في ذلك قرارات قمة فلسطين الطارئة، وقمة البحرين، وقرارات مجلس الجامعة على مستوى الوزراء، باعتبارها خطوات ضرورية لحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.