تتجاوز الأمن البحري.. باحثة بريطانية تكشف الأهداف الخفية وراء الضربات الأمريكية في اليمن

كشفت باحثة بريطانية عن الأهداف الخفية للرئيس الأمريكي من استخدام القوة المميتة ضد الحوثيين في اليمن، والتي تمتد إلى ما هو أبعد من الأمن البحري.
وقالت الباحثة في أمن الشرق الأوسط بالمعهد الملكي في لندن، بورجو أوزتشيليك، إن الإدارة الأمريكية لديها أجندات جيوسياسية أوسع نطاقًا تشمل مواجهة النفوذ الاقتصادي الصيني، خاصة في ظل اعتماد بكين على النفط الإيراني، إلى جانب فرض ضغوط على إيران ووكلائها في المنطقة.
وأشارت أوزتشيليك في تقرير ترجمه “تهامة 24″، إلى أن الولايات المتحدة، من خلال ضرباتها في اليمن، تسعى لتحقيق عدة أهداف في وقت واحد، تتجاوز حماية الملاحة البحرية إلى تعطيل العلاقات الاقتصادية بين إيران والصين وإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين.
وتوضح الباحثة البريطانية أن إدارة ترامب تسعى من خلال هذه العمليات العسكرية إلى إرسال رسائل تحذيرية لمشتري النفط الإيراني، وخاصة الصين، التي استحوذت في عام 2024 على ما يقارب 90% من صادرات النفط الإيراني، مما يعزز العلاقات بين طهران وبكين رغم العقوبات الأمريكية.
وبهذا الشكل، تساهم الصين بشكل غير مباشر في تمويل وكلاء إيران، بما في ذلك الحوثيين، عبر تعزيز خزائن الحرس الثوري الإيراني.
كما كشفت تقارير أمريكية عن وجود علاقات سرية بين الحوثيين والصين، حيث فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على شركات صينية ويمنية متورطة في نقل أسلحة ومواد ذات استخدام مزدوج إلى المليشيات الحوثية، مما دفع أوزتشيليك للتساؤل حول مدى تعمق هذا التعاون وتأثيره على الاستراتيجية الأمريكية.
اقرأ ايضا: خبراء: الضربات الأمريكية ضد الحوثيين تظهر تحولا في الاستراتيجية الأمريكية
وفي مارس 2025، أمر الرئيس ترامب بتنفيذ عمليات جوية وبحرية مكثفة ضد أهداف حوثية في اليمن، بعد أن صنف المليشيات كمنظمة إرهابية أجنبية في وقت سابق من ولايته الثانية.
وترى بورجو أوزتشيليك أن هذا التصعيد يهدف إلى تقويض القدرات العسكرية للحوثيين ومنعهم من تعزيز نفوذهم المحلي في ظل عملية السلام الهشة، بالإضافة إلى قطع خطوط الدعم الإيراني التي تعتمد عليها المليشيات.
لكنها تلاحظ أن الحوثيين يمتلكون اقتصادًا حربيًا مرنًا يعتمد على التهريب غير المشروع للسلع مثل الوقود والسجائر والمواد العسكرية، مما يمنحهم قدرة على الصمود أمام العقوبات الغربية.
وبررت واشنطن هذه الضربات بحماية حرية الملاحة، لكن أوزتشيليك تؤكد أن الأهداف الحقيقية تشمل أيضًا فرض “أقصى ضغط” على إيران للحد من قدرتها على دعم وكلائها، ومع ذلك، فإن تنامي العلاقات بين الحوثيين ودول مثل الصين وروسيا يعقد من فعالية هذه الاستراتيجية.
فقد أشارت تقارير إلى أن روسيا قدمت بيانات استهداف عبر الأقمار الصناعية للحوثيين لضرب السفن الأمريكية في البحر الأحمر، بينما قد تكون الصين قدمت تعويضات مالية أو عسكرية لضمان مرور سفنها بأمان، وهو ما ترى أوزتشيليك أنه يعزز من تعقيد المشهد الجيوسياسي.
تظهر هذه التطورات، بحسب الباحثة البريطانية أن الحملة الأمريكية لا تقتصر على مواجهة الحوثيين فحسب، بل تمتد إلى إضعاف محور الطاقة بين إيران والصين، وهو عنصر حيوي في استراتيجية بكين الإقليمية.
ومع استمرار التوترات، قد تؤدي الضربات إلى تعطيل تدفق النفط الإيراني إلى الصين، مما يعزز الضغوط الاقتصادية على طهران.
وفي الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى منع الحوثيين من إعادة تنظيم صفوفهم لدعم عقيدة الدفاع الأمامي الإيرانية، مما قد يهدد الاستقرار الإقليمي بشكل أكبر إذا ما تصاعدت التحالفات مع جهات مثل تنظيم القاعدة أو حركة الشباب، كما تحذر أوزتشيليك.