اليمن

مطالبات جدية للحكومة بتحريك الجبهات رداً على «استفزازات حوثية»

برزت في الآونة الأخيرة عقب هجمات مليشيا الحوثي الرعناء على عدة جبهات، مطالبات جدية للحكومة اليمنية بتحريك الجبهات لاستعادة الدولة ووأد خرافة الولاية الحوثية.

وتداول نشطاء مذكرة منسوبة لوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية تتحدث عن معلومات شبة مؤكدة تكشف نية مليشيا الحوثي إسقاط عدد من المناطق كجبهة كرش في محافظة لحج جنوبي البلاد، المتاخمة للعاصمة المؤقتة عدن، فضلاً عن السيطرة على خط الضباب الأحكوم في جبل حبشي بتعز والتوجه نحو الساحل الغربي، وعزمها تنفيذ هجوم مباغت على محافظتي مأرب وتعز..

وقال مراقبون للشأن اليمني إن الحكومة الشرعية تتعاطى مع التجاوزات الحوثية بإصدار بيانات التنديد والشجب والاستنكار من دون تفعيل للجبهات، وتحريك ميدان المعركة، والتعامل مع ميليشيا الحوثيين بحزم وحسم عسكري يقضي عليها بشكل نهائي، وأن تصنع هي “الفعل”، وألا يقتصر دورها على أن تكون مجرد “رد فعل” لتصرفات الطرف الآخر فقط.

وأشار الباحث والمحلل السياسي فؤاد مسعد: إلى أنه”بعد قرابة عشر سنوات من الانقلاب الحوثي، يتأكد لنا ضعف موقف الشرعية تجاه تجاوزات ميليشيا الحوثيين التي بدأت مع ظهور هذه المليشيات الإرهابية قبل أكثر من 20 عاما”.

وقال مسعد، في تصريح لـ”إرم نيوز”، إن “هذا الضعف كان في البداية نابعا من ضعف الحكومة ومؤسساتها في مواجهة ميليشيا الحوثي وفي مرحلة لاحقة، كان ضعف الشرعية ناتجا عن ضعف الموقف الدولي الذي لم يكن حازماً هو الآخر؛ ما شجّع الميليشيات على التمادي ومواصلة التجاوزات وارتكاب الجرائم”.

وأكد أن “هناك تحذيرات من استغلال ميليشيا الحوثي فتح الطرقات لتحقيق أهدافها في التوسع والاختراق في كثير من المناطق والجبهات المهمة، لا سيما ونحن نتحدث عن عصابات لا تتورّع عن استغلال أي شيء من أجل تحقيق أهدافها، خاصة أن الحوثيين استغلوا قضية فلسطين في الترويج لأنفسهم ومشروعهم الإيراني، كما استغلوا موضوع الحج في تحقيق مكاسب رخيصة”، وفق قوله.

وشدد أن هذه الميليشيات لا يمكن التعاطي معها سوى بالحزم والحسم العسكري، وما سواه فهي مراوغات تشجّع ميليشيا الحوثي على ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين”.

من جانبه، وصف المتحدث العسكري للقوات المشتركة التابعة للقوات الشرعية في الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، تعاطي الشرعية مع تجاوزات مليشيا الحوثيين المتواصلة والمتصاعدة، لا سيما خلال السنوات السابقة وتحديداً إعلان اتفاق استوكهولم، بالتعاطي “السلبي الذي لا يُلبي طموحات اليمن والشعب اليمني، ولا يرقى إلى مستوى عالٍ من تلك الطموحات”.

واستدرك الدبيش، مشيداً بحزمة الخطوات والقرارات الاقتصادية الأخيرة، التي صدرت من الجانب الحكومي والبنك المركزي اليمني في عدن، الذي وصف بـ”التعاطي القوي والرادع، والفاعل، في خلق حالة من الضغط تجاه ميليشيا الحوثيين، بأسلحة فتاكة اقتصادية وسياسية وعسكرية”، حاثاً على الاستمرار في التوجه نحو اتخاذ مزيد من تلك القرارات، والاستفادة من كونها الشرعية المعترف بها دولياً.

وأشار إلى أن “أوامر الحرب أو استئناف المعركة يتمناها كل يمني بمن فيهم القيادة السياسية ودول التحالف العربي والمجتمع الدولي، وصلوا إلى قناعة كافية بأن الميليشيا الحوثية لا يمكن أن تجنح للسلام عبر الاتفاقيات والمفاوضات والهدن، التي تتخذها غطاءً تكتيكيًا وعسكريًا استراتيجيًا”.

وتمنى الدبيش على القيادة السياسية ترك جميع الملفات الموضوعة على طاولة التفاهمات و المفاوضات والاتفاقات المختلفة، والذهاب نحو استئناف المعركة، وتحريك جميع الجبهات في وقت واحد للقضاء على ميليشيا الحوثي وحينها سيتم القضاء عليها بظرف أسابيع قليلة، إن لم يكن في أيام فقط.

وشدّد على أنه “لا سبيل للتفاوض مع هذه الميليشيا، أو الالتقاء في نقطة واحدة يمكن الاجتماع فيها معها، وأنه لا سبيل لإيقاف الحرب في البلاد وتحقيق سلام دائم إلا من خلال الحسم العسكري، والقضاء عليها بشكل نهائي”.

إلى ذلك أكد رئيس مركز أبعاد للدراسات السياسية و الاستراتيجية عبد السلام محمد، أن “الشرعية لا تزال بحاجة إلى كثير من الدعم، من أجل أن تتحرك، وفق تكتيكات، للرد على التهور الحوثي وكبح جماحه.