اليمن

“كسر العظم” بين جناحي الحوثي القبلي والسلالي في صعدة

برز الصراع من جديد داخل البيت الحوثي بالانقسام الخطير بين الجناح السلالي ممثلا بزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي والجناح القبلي بالمقاتل العنيد يحيى الرزامي ونجله من جهة ثانية.

ونقل موفع العين الإخبارية، استنادا لمصادره، أن زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي يسعى لـ«تحجيم نفوذ أقوى ذراع عسكرية قبلية داخل الجماعة، عبر احتكار مصدر القرار، والاستفراد بمعقله الأم صعدة كساحة مغلقة ومحصنة»، إلا أن محاولاته تصطدم بزعيم الجناح القبلي في صعدة عبدالله الرزامي.»

وذكرت أن الجناح السلالي اتخذ قرارا يقضي بنقل المجاميع المؤطرة ضمن ما يسمى «محور همدان»، من مسرح عملياتها من أقصى الشمال (صعدة) إلى جبهات أقصى الجنوب (تعز ولحج)، لتأتي بعد نحو عام من فشل عبدالملك الحوثي، في الإطاحة بـ«الرزامي الابن» يحيى عبدالله عيضة من سلم قيادة هذه المجاميع.

فقد رفض الأخير تنفيذ قرار زعيم المليشيات بنقل المجاميع الكبيرة التابعة له والتي يقودها نجله يحيى الرزامي الذي دخل صراعا محتدما على مسرح عمليات المجاميع التابعة له في المناطق الحدودية الشمالية».

و كشفت المصادر أن «زعيم المليشيات أصدر توجيهات مؤخرا بنقل مجاميع عسكرية من الجناح القبلي بزعامة الرزامي والذي ينتشر فيما يسمى محور همدان.

وأكدت أن «الرزامي الأب قرر الرفض التام لإعادة نشر مجاميعه القبلية خارج مسرح عملياتها في الجبهات الحدودية»، رغم نقله قياداتها لنجله يحيى والذي منحه زعيم الجماعة رتبة لواء، ونصّبه رئيسا للجنة العسكرية العليا للتفاوض مع الحكومة اليمنية.

ويعد الرزامي الأب هو الساعد الأيمن لمؤسس المليشيات الأول حسين الحوثي وكان له دور محوري في مناصرة زعيم الجماعة الحالي عبدالملك، قبل أن يصبح منافسا شرسا له؛ إذ ينظر لرفضه تنفيذ نقل مجاميعه على أنه تشجيع للقبائل على التمرد.

ووفقا للمصادر، فإن «قيادات المليشيات التي ترتبط بعلاقات أسرية مع زعيم الجماعة أجمعت على ضرورة إفراغ محور همدان وكل جبهات الحدود من مجاميع الرزامي وإعادة نشرها في محافظات أخرى.

وأوضحت أن «الاتفاق قضى بنقل ما قوامه 2 ألوية واستبدالهما بمجاميع حوثية مما يسمى المنطقة العسكرية الرابعة والاستمرار في النقل تباعا حتى إنهاء وجود مجاميع الرزامي على الجبهات الحدودية وفي محافظة صعدة».

وأشارت إلى أن الرزامي بعد رفضه هذا التحرك من قبل قيادات المليشيات أبلغ عبدالخالق الحوثي شقيق زعيم المليشيات بأنه «سيقوم بإعادة مجاميعه القبلية التي سبق أن نقلها نجله يحيى إلى جبهات نهم وريف صنعاء قبل سقوط جبهات نهم من أيدي قوات الشرعية».

وأكدت أن «الرزامي الأب أبلغ شقيق زعيم المليشيات أبو يونس أنه لن ينفذ قرارا لأحد غير حسين الحوثي مهما كانت المبررات والحجج المطروحة، وأن عناصره متواجدون في مناطقهم، على أن تعد أي محاولة لنقلهم اعتداء عليهم وعلى أسرهم وقراهم وممتلكاتهم العقارية».

وبحسب العين الإخبارية فإن أحد أسباب الصراع بين الرزامي الأب والحوثي الذي طفت للسطح، بعد ذهاب يحيى الرزامي لأداء فريضة العمرة العام الماضي، ليعود مستعرضا نفوذه بين قبائل صعدة، وأعقبها العام الجاري بأداء فريضة الحج وهي خطوة أخرجت توتر الجناحين القبلي والسلالي للعلن ووصل إلى حد تبادل اتهامات «الخيانة» بينهما.

ورغم أن الرزامي كان ضمن وفد اختارته الجماعة، إلا أنها سرعان ما وجدت نفسها غير قادرة على السيطرة على أتباعها الذين تبادلوا الشتائم والاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقلت للصحف والفضائيات؛ إذ تبنى البعض الإشادة بأعمال الوفد، فيما شكك آخرون علنا، ووقف تيار ثالث يبث النصائح ويشترط «عدم مجاملة» الجوار ما يعني أن الوضع العسكري داخل المليشيات قابل للإنفجار في أي وقت.