الحوثي والعكفي المتربص بالجمهورية
لم تستطع جماعة الحوثي الارهابية أن تكسر سبتمبر في وجدان وأفئدة المتعبين والغلابا والمقهورين من أبناء اليمن ، كل ما عملته هو أنها راحت تفتش في أعماق بعض “الكبار” ، من مختلف الأطياف ، عن العكفي القديم الكامن في زاوية من زوايا الروح المهترئة ، وتحرضه على الخروج من مخبئه والتعبير عن نفسه بصور مختلفة، ليتعملق بيدها كمعول لهدم ما تبقى من صرح الجمهورية .
لم تدخر هذه الجماعة الارهابية وسيلة إلا واتبعتها لإخراج هذا العكفي من رحم الجمهورية والوطنية المتقرح بفساد الطوية ومراوغات التاريخ في ثوب جديد ، لتبدو وكأنها تهيل التراب على تاريخ كامل من التضحيات التي قدمها الشعب للتخلص من حكم السلالة والإمامة البغيض .
كان ذلك هو الجزء الأكثر نذالة في إنقلابها ، وكان بعض هؤلاء “الكبار” بمثابة فئران مختبراتها طوال سنوات الانقلاب والحرب بهدف تعزيز سطوتها ونفوذها ، وتقديمهم كنماذج ل”فشل” الثورة والجمهورية .
لم تنتبه قوى الجمهورية والثورة أن جانباً من معركتها كان مع هذا العكفي المتربص بالجمهورية ، والذي ركب سفينتها وخرقها ، لا لأن وراءها ملك يأخذ كل سفينة غصبا ، وإنما ليغرقها ليخلو الأمر للملك .
المعركة اليوم مع هذا العكفي المتآمر على مستقبل اليمن يجب أن تكون من أولويات قوى الثورة والجمهورية ، ذلك أنه الاحتياطي الامامي المتخفي بأقنعة مختلفة ، وقد ظهر منها الكثير ، ولا زال هناك الكثير ممن ينتظر اللحظة المناسبة للاعلان عن نفسه .