مؤسسة تهامة للحقوق والحريات تنظم ندوة بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة
نظمت مؤسسة تهامة للحقوق والحريات ندوة عبر منصة جوجل، تحت عنوان “أضواء على الإمكانيات لذوي الإعاقة”، بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة. وجمعت الندوة نخبة من المتخصصين والخبراء إلى جانب عدد من ذوي الهمم، بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، ومناقشة الحلول العملية لتحسين أوضاعهم.
وفي افتتاح الجلسة، أكد المنظمون أهمية هذه المناسبة في تعزيز الوعي بقضايا ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم في مختلف المجالات.
وفي مداخلته، تحدث الأستاذ عبده مهيم، مدير عام صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمحافظة الحديدة، عن الجهود المحلية لدعم ذوي الإعاقة، حيث قال: “اليوم العالمي لذوي الإعاقة هو فرصة لإبراز الإمكانيات الكامنة لهؤلاء الأفراد ودورهم المهم في المجتمع”.
وأضاف: نحن في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين نعمل على تقديم خدمات تتناسب مع احتياجاتهم، لكننا بحاجة إلى المزيد من التعاون بين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لضمان تحقيق أهدافنا.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي يوجهه الصندوق حاليًا هو ضعف الموارد في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، مما يتطلب استراتيجيات مستدامة لتحقيق الدعم المطلوب.
وأكد مهيم أهمية تطوير سياسات وطنية شاملة تُلزم جميع الجهات بتوفير فرص متساوية لذوي الإعاقة وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص لدعم المبادرات الخاصة بهم.
من جهتها، قدمت الدكتورة أمل النوبي، رئيسة مؤسسة بداية أمل للتنمية في جمهورية مصر العربية، مداخلة تناولت التجارب الدولية في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن ما يحتاجه ذوو الإعاقة ليس المساعدات فقط، بل التمكين.
وأوضحت: “في مصر، عملنا على مبادرات لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع وسوق العمل، وهو ما حقق نتائج إيجابية ملموسة. التعليم والتدريب هما المفتاح الأساسي لتحقيق ذلك، إلى جانب تغيير النظرة المجتمعية تجاه الإعاقة”.
وأضافت: “أتمنى أن تستفيد اليمن من التجارب الدولية عبر تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتنفيذ برامج دعم شاملة. دعم ذوي الإعاقة يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من خطط التنمية، وليس قضية هامشية يتم الالتفات إليها في المناسبات فقط”.
بدوره، تحدث الأستاذ غالب القديمي، نائب مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة ورئيس منظمة مناصرة للحقوق والحريات، عن دور منظمات المجتمع المدني في التخفيف من معاناة ذوي الإعاقة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
وقال: “التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة في اليمن هي انعكاس للأوضاع العامة في البلاد. منظمات المجتمع المدني تسعى جاهدة لسد الفجوة، لكنها تواجه صعوبات بسبب نقص التمويل وعدم الاستقرار. يجب أن تتكاتف جميع الجهات، بما في ذلك الحكومة، لضمان توفير بيئة شاملة تضمن حقوق ذوي الإعاقة”.
وشارك في الجلسة كل من أكرم الخضري، عبدالله عايش، ومحمد عزي عفيف من ذوي الهمم، حيث عبروا عن تطلعاتهم والتحديات التي يواجهونها يوميًا.
وقال أكرم الخضري: “المجتمع بحاجة إلى أن يدرك أن ذوي الإعاقة ليسوا عبئًا، بل لديهم قدرات كبيرة يمكن استثمارها. نحتاج إلى دعم التعليم والتدريب لتطوير مهاراتنا والمساهمة في بناء وطننا”. فيما أضاف محمد عزي عفيف: “ما نفتقر إليه هو التهيئة المجتمعية لتقبل ذوي الإعاقة كجزء طبيعي من المجتمع. نطالب بتوفير فرص عمل عادلة تراعي احتياجاتنا وتسهم في استقرار حياتنا”.
واختتمت الندوة بدعوة الجميع إلى العمل الجاد لدعم ذوي الإعاقة وتعزيز الجهود لضمان حقوقهم في التعليم، الصحة، والعمل. وأكدت مؤسسة تهامة للحقوق والحريات التزامها بمواصلة تسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة والمطالبة بحقوقهم في مختلف المحافل.